أقلام حرة

أي هوان أنت فيه يا عراق؟!

ورغم قسوة الزلازل وظروف المحق التي ألمت به  بقى صامدا بأرضه وناسه وما انحنت يوما قامته لا لأعاصير الأزمنة الماحقة ولا لمحاولات المسخ التي أرادها الناصبون له العداء من أبنائه العاقين وما أكثرهم أو دول ظلت حذرة من غضبه إذا ما تطاول عليه المتطاولون.

يقول الشاعر الوديع يحيى السماوي

يظلُّ ثرى العراقِ ثرىً وَلودا ً         وإنْ عَـقُـمَ الزمانُ أو اسْـتحالا

لا فظ فوك شاعري الأبهى، حقا يظل العراق ولودا ومعطاء ومصدر فخر لمحبيه المنصفين قبل أهله الأوفياء، ولا يعقل أن وطنا كهذا  وبهذا الموروث والتراكم الحضاري يصبح لقمة سائغة للرديء والبذيء قبل الصغير والضئيل في الفعل والقامة والإرث الثقافي المسخ، ويعلق المتخلفون من بدو الصحراء أوساخهم على حبل الطائفية العراقية وأفعال أبنائه من السياسيين المنتفعين والناصبين له العداء مستغلين الوهن الذي عليه العراق الآن.

هل نسي المتخلفون إلى من يتكلمون أو يديرون ظهورهم أو يخططوا في الخفاء مثلما حشرات الظلام وخفافيشه ضد ارض السواد التي كم لهجوا وركضوا وعملوا المستحيل للولوج بوابة الانتقال من حالة الجهل المطبق إلى  عالم الوعي والمعرفة حتى يدخلوا التاريخ من أبواب العراق به ومن خلاله بعد أن كانوا لا يفقهون عد أصابع يدهم الواحدة. اؤلئك الذين لم يكونوا ليحتكموا حتى على مدرسة ابتدائية لفترة ليست بالبعيدة يسعون الآن بعد ان أتخمتهم دولارات البترول لان يوجهوا أسلحتهم الحاقدة ضد سيدهم العراق وهم ما زالوا بذات الإحساس من الضآلة والدونية،  إنهم ولربما وبهذه الأفعال السيئة يربحون الآن وسيخسرون لاحقا دون شك، إنما ربحهم مندوف بالعار والعقوق والخسة ضد بلد علمهم أبجدية الحياة حتى وقفوا ولكن بعرج واضح على رجل واحدة ولن تستقيم لهم الحال أبدا وهم بهذه المواقف الخسيسة وهذه الحروب التي يجنودون لها الأموال والمرتزقة ويسنون رماحهم المتهرئة لطعن العراق ومن خلال محاولاتهم لإبقائه معلقا في مشاكله التي سيتجاوزها حتما وتنقلب الأمور وسيزحف الطوفان باتجاههم وليس هذا اليوم ببعيد، فقط ما يجعلهم يخططون للتحضير لمقابرهم ما عليه من انغلاق وجفوة بينهم وبين العقل الذي ينظر بعيدا باتجاه بناء مستقبل يفتح ذراعيه ليعيش الجميع في بحبوحة من الأمان والسلام والتعايش بتحابب ومودة وتعاون وإسناد الدول بعضها للبعض الآخر، إنما من يتسيّد دفة الحكم من البلداء ومن يدور في فلكهم لا ينظرون ابعد من أرنبات أنوفهم ولا يعنيهم أمر الأجيال القادمة التي سيكون حسابها عسيرا لما يزرعه هؤلاء لان الحصاد سيكون مرّا لا بلغة التهديد الصدامي إنما بتوظيف الكم الهائل من التراكم الحضاري والفكري لأرض السواد وما لهذا البلد من قدرات هائلة بشرا وخيرات وثراء حتى تعود العجلة للدوران كما بدأت أولا.

إن الهوان الذي يعرفه العراق الآن والذي هو امتداد لما كان يعانيه أيام سلطة البعث الغاشمة التي هي بدورها من ساهم في هذا الإذلال للناس والوطن إنما هؤلاء الأنجاس من الصداميين قد نالوا نصيبهم ودفعوا وما زالوا، ضريبة خيانة الوطن وتخريبه وبتواصل من اقرأنهم من المليشيات القذرة وساسة الكراسي الجدد، كلهم في قفة المحاسبة واللعنة الأبدية على كل من أوصل العراق لهذا الدرك وما زال يبذل ذات السلوك لبقاء العراق يدور في فلك الأدران السياسية التي انسحبت على كل تفاصيل الأوضاع في العراق ، إنما وبثقة المواطن المتعلق بأهداف هذا البلد الأمين وبلغة المتشبث بمستقبله، أقول لكل من ساهم في هذا الهوان إنها مجرد مزنة عابرة وسيعود سيدهم العراق أكثر شموخا وأطول قامة من ذي قبل وسيذهب إلى مزبلة التاريخ كل من عاداه أو وقف ضده أو ساهم بإبقائه رهينا تحت طائلة العذابات والمحاصرة الظالمة. إن رياحه ستكنسهم جميعا وسيندم المسيئون أيما ندم ولكن لا سماح لمن لا عقل ولا ضمير له من العاقين والثولان وذوي العقول الخرقاء من عراقيين وجيران وعرب ودول ناصبته العداء وتحية لكل من يساهم في مواساة العراق ويقف نبيلا إلى جانبه  للخروج من نفقه الذي اقترب كثيرا من النور ليشع ثانية ويضئ الطريق للطيبين والأوفياء ولا خيط شعاع لساكنة الظلام والدهاليز الرطبة لان الفعل الظالم لا تمحوه كل اعتذارات الكون.

 

وقد اعذر من انذر

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1397 السبت 08/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم