أقلام حرة
صحافتنا ... عيد سعيد
ونحن نعيش في ضل اجواء من الارتباك الواضح والتباس للواقع الممزق في عراقنا الجريح
صحافتنا اشبه بيوم بلا غد ..رزم وبالات ورقية .. عملية تجارية رابحة وخاسرة ... تبييض اموال ... تهديم لمبادىء الصحافة الحرة
قد يخجل البعض من هذه الحقائق ولكن هذه الحقيقة وهي مرة بالطبع
بلا ادنى شك هناك نقطة مهمة جدا تنطلق منها العملية الصحافية الا وهي (الصحافة مرآة الحقيقة) لذا يعد خروجا على الامانة الوطنية حين تجد الصحافة اليوم تأتي بالاخبار والمقالات وهي في خلاف كبير عن الواقع الذي نعيشه الواقع الخبيث واللاانساني فليعلموا ولو لمرة واحدة ان للصحافة مصداقية كبرى فوق التصور مداها وحدودها
بالمقابل ايظا مطلوب من رجال الاعلام ان يتحروا الخبر قبل نشره حتى اذا تبين لهم صدقه فليعلنوه ايا كانت محاذيره فتلك قدسية الرسالة الصحافية
ان الزمن الذي نعيشه زمن يحتاج الى المواعظ الصادقة والنصائح الهادفة والعودة الى مكارم الاخلاق والحكم الصائبة ولكن مع الاسف فاليوم الصحف الطفيلية والمأجورة والتافهه أخذت تقدم السم الزعاف ... ويقولون انها رسالة الصحيفة
بالله عليكم اي رسالة هذه ؟؟
فهذه الصحف تلوك بتلذذ لاينقطع الاخبار الكاذبة والمفبركة وهي تساهم وتلعب دورا مؤذيا في تمزيق وحدة الصف الوطني وفي خلق الانقسامات الاجتماعية والسياسية وتضليل الرأي العام فجاءت اعمالهم داء لاتقبل الدواء
فاين شرف المهنة وشرف الكلمة ... وأين الصحافي المرموق والموهوب .. لقد أصيب عدد كبير من ابناء مهنة المتاعب بالاستعلاء والعنجهية والغرور ليس لشيء انما كون هذا الصحافي مرتزق وقذر باع بموجبه الحقيقة من اجل المال والهبات الاخرى
فصحافتنا اليوم في مهب الريح .. فهل من منقذ
وهنا اسئل وقبل ان يخنقني القهر .. اين دور الهيئات العلمية والاكاديمية هل هي نائمة فمتى تصحو ياترى
ومتى تعمل .. نقول لها ينبغي عليك ان تقومي بدور كبير الا وهو التقويم الانساني والاجتماعي والحضاري للعمل الصحافي ويجب ان تبقى الصحافة رسالة سامية فهي اداة اصلاح وتوجيه وارشاد
واخيرا يجب ان يعلم الجميع بأن الصحافة الحرة الملتزمة اقوى من مدفع وأعز من سلطان
زكي عبد الرزاق
العراق الجريح
الخامس عشر من يونيو 2009