أقلام حرة

العرب الى أين.. ماذا بعد حلول الأبتلاء الدنيوي.؟

حكي أن رجلاً من اليهود قال ل علي بن أبي طالب -ع- ما دَفَنتُم نبيكم حتى قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير، فقال علي ..أنتم ما جفت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم ..أجعل لنا ِالهاً كما لهم آلهة.؟

 

كم راودنا العجب.. ماذا حصل للعرب... من تراجع  وخمول وتعب.؟ بعد أن أقاموا دولاً متحضرة مزدهرة الأولى دولة الأمويين في دمشق والثانية في الأندلس، و دولة العباسيين في بغداد و دولة الفاطميين في القاهرة، وكانت جيوش الأسلام من الفاتحين شرقاً و غرباً.....؟

يبدو أن لعبة الأقدار ضد العرب، أضعفتهم .. خيبت ظنونهم .؟  قساوة الحياة أذاقتهم مرارة الأخفاق .. صار جرحاً لايبرأ ولا يموت، سادت الحروب من كل حدب وصوب  و ذهب الرخاء وحل الأبتلاء.؟

 

كوقع الصاعقة هذا الحزن.. يحرمنا حتى من الأبتسامة - تلك الكلمة المعروفة من غير حروف - حتى هذه الضحكة في بلادنا صارت جرحاً يجثم على أرواحنا ظلماً

 

بعض الناس يقبل ذلك الأبتلاء صابراً، بعضهم يعترض، ولقلة الأيمان بعضهم يخرج عن  طوره  من غير عادته مشككاً حتى بالعدالة الألهية،

 

عن الأمام علي - في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال والأيام توضح لك السرائر الكامنه.-؟

 

قال شاعر....

أقلل عتابك فالبقاء قليل --- والدهر يعدل تارة و يميل

 

وقال شاعر آخر....

الدهر يومان ذا أمن و ذا خطر -

والعيش عيشان ذا صفو و ذا كدر

 

 

ويعد أبتلاء الأمة بحاكم  جائرظالم الأشد  قسوة، يليه خطر الفقر والفساد، قال - بيتر أيفان - مؤسس منظمة الشفافية  -

 

أن الفساد هو المسبب الأساس للفقر، وأعتبر أنهما علتان تغذيان بعضهما البعض و تحبسان الشعوب في دائرة البؤس، وأذا كان الهدف هو تحرير الناس من الفقر،فيجب مواجهة الفساد بشدة

 

في البلدان العربية أصبح الفساد سلوكاً وممارسة داخل مؤسسات الدولة وفي أوساط المجتمع له فرادة عجيبة غريبة، أبتداءاً من كرش السيد الرئيس - القائد - الامين العام - والقائد الأعلى للقوات المسلحة وحاشيتهم... الى أصغر موظفي الشرطة والبلدية، تعكس الفراغ في كل شئ، فراغ العقل، فراغ القلب، فراغ اليد والجيب، نتيجة سوء أستخدام المناصب و أستغلالها لغايات شخصية، حيث أصبحت الرشوة ضرورة عند المواطن كالطمغة، حتى أن معظم المواطنين العرب يأسوا من أنتظار الأصلاحات في مجال حقوق الأنسان والحريات العامة وتحسين المستوى  الأجتماعي المعاشي والخدمي ومعالجة الخلل السياسي والثقافي والأقتصادي وثغرات الدساتير، فقالوا لم يبقى لدينا اِلا ثلاث خيارات؟ أما الثورة ضد حكامنا، أو الهجرة خارج أوطاننا، أو الموت داخل أسوارسجون بلداننا.؟

 

قال رسول الله - ص - أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.

.فقال رجل ..أنصره أذا كان مظلوماً .؟ كيف أن كان ظالماً .؟

قال الرسول .. تحجزه - أي تمنعه - عن الظلم .؟

من يقوم بهذه المهمة النبيلة..؟

 

 

صادق الصافي - النرويج

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1399 الاثنين 10/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم