أقلام حرة

الاستهانة بالواقع ......تراجع الى الوراء

وعندما يستهين الفرد بتضحيات اهل الضمائر الحية  يتحول الى مبعثر فوضوي لتراث نضالي لايشكل منه الا تشوهات  لتلك التضحيات ..... ولابد لقوى الخير ان لاتقف موقفا مستسهلا ومستهينا بما حولها لان فوارق اشعال النار بين العاقل والاحمق شاسعة فالعاقل يشعل النار ليستدفئ بها والاحمق يشعلها ليحترق بها ويحرق من حوله .

معاناة المجتمع العراقي وتغير سلوكيات الذات العراقية في تعظيم الانا  بشكل مفرط  لتشغل حيزا واسعا من منظومة القيم الاخلاقية والوطنية، اخذين بالحسبان تراكمات الوعي المزيف من مجتمع تسوده الغيبيات والعشائرية مما اسس لارتهان عقلي استهان بكل الواقع المرير فاستسلم لاستذكارات المحنط من المفاهيم  لتحركه كفرد  مجرد رقم ضمن معادلة غير متكافئة هو في اسفل قاعها .

لقد عانى مجتمعنا من برامج ممنهجة لتحطيم ذاته كشخصية لها هويتها الوطنية من خلال التسلط وغياب دولة الانسان فمن العجز ان نتجاهل الغوص في بحث الترابط الجيلي خلال مايقارب القرن من حقبة اسست لكوارث في الذات والمفاهيم والمنظومات الخلقية والوعي المعرفي وفقدان روح الابداع الذي هو سر من اسرار تفوق الشعوب، ان ما تقدم من دراسات عن الشخصية العراقية هو جزء من كل لقواعد بحث علمي يجب ان يضطلع به المتخصصون للتعمق الجدي في الازدواجيات الثقافية في الذات العراقية  حيث   انتجت شخصيات مستعرقة تحمل ثنائيات بحاجة الى اعادة تقيم وتشخيص بعد ان خاضت حروبا وتلقت تقزيم واستهانة ذاتها في اسوء منظومة تسلط عائلي عشائري متخلف تجندت له كل دول العالم المتحضر لخدمته وخدمة كل دونيات العصر ضد شعب كان يحمل الشهامة والاباة والوعي الثقافي المتقدم انسانا ومنهجا  وابداعا... ليتحول الى شئ مختلف يسوده وعي تحديث التخلف..... هذا الذي نريده ان يبحث بشكل علمي  من قبل بقايا مثقفون  ومن بقايا متخصصون يمتلكون ثقافة ضميرية..

لقد ساد الجهل في ثقافة الاستهانة  وترعرعت فلسفة الصدفة في التخطيط لاستنهاض دولة مهشمة هي بامس  الحاجة الى عقول نيرة مبدعة وطنية تنتمي  لمفهوم دولة الانسان العصرية وتحمل في عقولها مواكبة التطور والحرفية المهنية في التخطيط و التنفيذ المقنن اسلوبا ومالا لاختصار الزمن الذي ينقذ اجيالنا من ظلمة العوق المزمن..

 نحن حقا بحاجة الى عقلنة المعتقد بل و انسنة الانسان لننهض  بالمجتمع الايل الى قاع الكوارث الشعاراتية المؤدلجة سياسيا والمفتقرة الى معاني ومفاهيم الثقافة الاستراتيجية التي تعتمد على الثقافة الضميرية لانقاذ الانسان كقيمة عليا لبناء الدولة العصرية  التي تحمي ولائات ابنائها بكل هوياتهم العرقية والدينية لنؤسس معارف جديدة في الهوية الرئيسية لمفهوم الاستعراق والعرقنة لتحتمي كل الهويات الفرعية تحت مظلتها ليكون الجميع في مامن من تشرذمات  الجهلة التي لاتصلح الا لكنس شعارتها التي ملئها تراب الماضي. 

 

د. اسامة حيدر

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1405 الاحد 16/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم