أقلام حرة

هذا بيان للناس.. في ذكرى تريم عمران و"الخليج"

وعمادها وعمودها، يدعوني لحضور تلك المناسبة، وقال لي: "رغبت في ان اهاتفك داعيا اثنين بهذه المناسبة، هيكل وانت".

 

بعد ايام على تلك المهاتفة، التقيت تريم في مكتب نائب رئيس التحرير حاليا، بعدما عرجت على مكتب الاخ الاستاذ غسان طهبوب نائب رئيس التحرير في حينه، فسلمت عليه امام انظار العرب والهنود في صالة التحرير .وكان عناقا اخويا لا ولن ينسى .

 

اليوم، اعيد ذكرى رحيل تريم عمران، قبل ثماني سنوات

واعود الى مكتب نائب رئيس التحرير الحالي، حيث كان تريم موجودا، وعندها توجه نحوه قائلا: "هذا ابو عمار" . ثم سكت، ليؤكد ما كان اخبرني به اول الامر عن طريق الهاتف: " الاخ (...) سيتولى متابعة وضع اقامتك، من سيارة النقل، الى ما بعد الاوتيل " .

 

في تلك اللحظة، قررت ان اعود الى داري الاولى في " الخليج "، في الوقت المناسب .

وقد عدت فعلا . وهي عودة شهدت شجونا وشؤونا، خصوصا بعد الرحيل التراجيدي لتريم عمران تريم  .

 

قبل ايام مرت الذكرى الاربعون لتاسيس جريدة " الخليج"، ولم اتلقَّ اي دعوة لحضور مناسبة بناء صرح اعلامي ضخم، كان لي اسهامي المعروف والمميز في السنوات الخمس الاولى من اصداره الثاني، مثلما كان حضوري معروفا ـ وبشهادة القراء والزملاء ـ وانا اواظب على كتابة عمود "ذاكرة المستقبل" يوميا، رغم ظروفي الصحية الصعبة، منذ منتصف سنة 2000 .

 

وها انا في اهاب تريم ميتا، وعند ثوابت ذكراه العطرة المستمرة، شاهدا على الثبات والجرأة والاستقامة، اقول ان احدا لا يستطيع تأميم "ذاكرة المستقبل" نحو اتجاه واحد . ولا يقدر مخلوق على منعي من اشعال حرائقي الخاصة ايضا . فلقد خضت مع تريم ـ شخصيا ـ معركة جسورة في اشاعة حرية الكلمة، واحترام حقوق الكاتب في التفرد والتميز وبناء الموقف .

 

وفي هاتين المناسبتين، اردت ان اكتب تحية تليق بتريم و"الخليج" وفرسانها المعلومين، وجنودها المجهولين، الاحياء والاموات، فلم اجد سوى هذا المقال ... وغيره ايضا، ف "ذاكرة المستقبل" مسجلة في ارشيفي منذ صيف سنة 1980

... وقديما قالوا: الكلمة المكتوبة تبقى، والكلام يذهب .

 

جمعةاللامي

الشارقة ـ ميسان

16 مايو 2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1405 الاحد 16/05/2010)

 

في المثقف اليوم