أقلام حرة

أخيراً .. حصحص الحق؟ هناك قلوب لها صدأ كصدأ الحديد؟

المتناهيه والشدة في قول الحق والتمسك بأخلاق الرجال العالية - المسلم من سلم الناس من لسانه ويده -.

يحكى أن رسول لكسرى ملك الفرس وصل الى المدينة المنورة وهو يأمل أن يرى الخليفة عمر- رض- في قصر منيف، لكنه وجده مستلقياً في فناء مسجد، فأعجب به وقال - عدلت فأمنت فنمت - 

قال الشاعر حافظ ابراهيم في ذلك

أمنت لما أقمت العدل بينهم ------ فنمت نوم قرير العين هانيها

وقد أبتلت الأمة الأسلامية بالأفكار السلفية المتطرفة المتشدده، حيث واجهت أنتقادات شديدة  نتيجة الأخطاء والأستغلال الديني من قبل  منظمات حقوق الأنسان في العالم ومن ذوي الفكر والمعرفة المثقفين في الدول العربية الى هؤلاء المتشددين المتحزبين -بأسم الله - أتباع الأسلام  السياسي،

 وقد أعتاد أتباع السلفية الوهابية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى - م1745-1818 -1932 والثانية والثالثة الراهنة التي تأسست فيما بين1902- م

 

أنتهاج العنف والمذابح للمدنيين والسكان المحليين المخالفين لآراءهم  في كل جزيرة العرب وحملات غزو الى العراق وسوريا والاردن وهذه المذابح موثقة تأريخياً.

لذا فأن الوهابية وما  ولد عنها من فرع أكثر تشدداً هو القاعدة الذين أمتهنوا التكفير وأرتكبوا الجرائم على أنها شريعة الله وأحتكار التفسير الديني وأضطهاد وظلم المخالفين لهم في الرأي والفكر والعقيدة، مع خطأ تفسيرهم للقتال في الأسلام حيث أنه رد للأعتداء فقط وليس لشن الحرب أو العدوان كون الأسلام أساسه العدل والمساواة وهو السلام والتسامح وأحترام حقوق وحرية الآخرين  و عقائدهم

 

في مقال نشرته صحيفة الوطن السعودية  ونقله موقع أفاق يوم 15-5 أن الداعية أحمد بن باز نجل المفتي الراحل عبدالعزيز بن باز يدعو الى مراجعة - أبواب التكفير- عند الوهابية

قال - أن على الوهابيين أستيعاب المسلمين بمدارسهم ومذاهبهم المختلفة ومخاطبة الناس بما يحتاجونه وعدم تقديس العلماء و الأئمة أذا أرادوا تصحيح الصورة المشوهه عن الدعوة الوهابية العالقة في أذهان الناس بأعتبارها مذهب تكفيري.

وأكد على أهمية مراجعة نصوص الدعوة المتعلقة بأبواب التكفير

لتمحيصها وتفسيرها وأضافة المزيد من الشرح عليها.

وأن ممارسات جماعة الأخوان الذين كانوا جزءاً من الجيش النظامي السعودي في الماضي وأعتداءاتهم المتكرره على الحجاج من المذاهب الأخرى وأنكارهم لما يقومون به من أعمال في موسم الحج زاد من حنق المسلمين على الدعوة الوهابية، وأن ما يقوم به الأخوان بحق الحجاج والمعتمرين مازال مستمراً الى اليوم،وأعتبر غلظة وشدة رجال الهيئة- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - تجاه حجاج وزوار الحرمين الشريفين يرسخ بكل جدارة ما يتوارثه المسلمون من خارج السعودية عن آبائهم عن دعوة محمد بن عبدالوهاب -التكفيريه

وقال -حضرت وشاهدت بأم عيني أحد أعضاء هيئة الحرم وهو يخاطب أمرأة عربية قد -كبرت بخشوع للصلاة -وهي متحجبه في كل شئ اِلا في وجهها- وهو الغالب على المسلمين من خارج الجزيرة العربية - وهو يقول يافاسقة غطي وجهك.؟ الله غني عنك وعن صلاتك... أخبروني..ماهو شعور هذه المرأة التي قطعت الآف الأميال وأجتهدت وتعبت للحصول على فيزا الحج أو العمرة.؟جاءت تائبة خاشعة ترجو رحمة الله ماتظنونها قائلة في زمن الأنترنيت وجوجل وياهو والفيس بوك ..؟وهذا مثال والكثيريعلم ويشاهد مايلقاه بعض الحجاج من الشدة والغلظه من رجال الهيئة والمحتسبين في الأنكار عليهم في مسائل جار بها العمل وعليها الفتوى في بلادهم مما يرسخ لديهم فكرة أن دعوة الوهابية - مذهب سعودي- مبني على الغلو

والتشدد والتكفير

 وأقترح أحمد بن باز عدة خطوات لتصحيح ما علق في أذهان الناس 

عن دعوة الوهابية - ينبغي علينا

أولاً أن لا ننزل الفروع الفقهية والخلافات المذهبية منزلة الأصول .

ثانياً علينا أن نسع المسلمين بمدارسهم ومذاهبهم المختلفة.

ثالثاً أن نخاطب الناس بما يحتاجونه،فبعض الموضوعات للدعوة السلفية وخطاباتها القديمة،قد لاتكون بالضرورة موضوعناً الآن في المملكة،فلكل زمان ومكان خطابه وموضوعاته.؟

رابعاً علينا مع تقديرنا للعلماء والأئمة أن لانقدس أحد فنرفعه فوق منزلته البشرية أِلا الرسول الكريم

  

فأتقوا الله في خلقة، فالبشر كما وصفه أمير المؤمنين كرم الله وجهه - أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق - 

   

صادق الصافي- النرويج

[email protected]  

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1406 الاثنين 17/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم