أقلام حرة

عبد الله المؤمن واعترافات حسن العلوي

 فاعلة على الساحة العربية في البلدان التي عشعش فيها فكر الرجل ومن خلال هذه المبادرات المخادعة نجح الحزب الذي أسسه على أنقاض مبادئه الشيوعية في كسب مئات الشباب ولاسيما من الشباب الوطني الواعي الذي كان يبحث عن منفذ لينطلق منه سعيا لإحداث التغيير وتخليص الأوطان من المحتلين وتوحيد الأمة العربية المشتتة.

خلال مسيرة الحزب أكتشف النوابغ والأذكياء خطوط المؤامرة العفلقية التي تحاك ضد الأمة فخرجوا من صفوف الحزب وانقلبوا ضده ولذا قامت العجلة الدموية وجهاز (حنين) الإجرامي بمطاردتهم وسحقهم بلا رحمة لان المشرفين على الحزب أدركوا أن نهايتهم ستكون على أيدي هؤلاء الشباب المؤمنين ومعها انطلق التيار المصلحي العميل ليؤسس لنفسه وجودا داخل الحزب الذي هو بالأساس يتمنى أن يحصل على مثل هذه الأنموذجات القميئة الساقطة.

وبمساعدة القوى الخارجية وغفلة التاريخ وضعف القيادة السياسية وجهلها تمكن هؤلاء في عام 1968 من الصعود إلى قمة الهرم واستلموا زمام قيادة العراق فأعملوا فيه التخريب والدمار لسحق كافة منظوماته الدينية والأخلاقية والفكرية والمجتمعية وقد عايشنا جميعنا تلك الحقبة التي كان الأب يبيع فيها ابنه لمجرمي الأمن لكي يربح سيارة وخمسة آلاف دينار ودرجة حزبية فتلوثت فطرة العراقيين وازداد تخاذلهم ولا مبالاتهم. قيادة الحزب وأعضائه كانوا خلال سني حكمهم يتلونون تبعا للحاجة العامة فهم مرة دينيين حد النخاع ومرة علمانيين حد الشرك ومرة تجدهم رأسماليين وأخرى تراهم اشتراكيين وهكذا.

وخلال محاكمة صدام عن جرائمه كان يظهر على الشاشة والقرآن في يده وهي الصورة التي فسرها بعضهم على أنها صحوة دينية متأخرة وآخرون على أنها تأكيد على التزام الرجل بالدين وحبه للقرآن وقسم آخر على انه كان مرعوبا ويحتاج لسند روحي، لكن حقيقة كفر صدام وعدم إيمانه بالدين لم يتطرق إليها منهم احد لكن اعترافات الكاتب العراقي البعثي (سابقا) حسن العلوي جاءت لتضع النقاط على الحروف وتكشف حقيقة علاقة صدام بالدين فهو يقول في واحد من مقالاته بعنوان (صدام السبعينات الصلاة خطا كبير):( مرة سألني صدام حسين: شنو رأيك برفاقنه اللي يصلون بالجامع يوم الجمعة؟ وكان يشير إلى عزة الدوري بشكل خاص والى طاهر توفيق العاني . قلت: والله زين يسوون يحسنون سمعتنا كدام الناس إلي هم يعتبرونا لا دين ولا ديانه فخلي يصلون حتى الناس تشوفهم.

قال : " لا هذا خطأ كبير لأنهم قادة، فبعض الأتباع والأنصار في الجهاز الحزبي يتصورون احنه صدك عدنه ميل للدين والصوم والصلاة فيكومون يصلون ويصومون ويدعمون التيار الديني واحنه هذا ما نريده ".)

وما لفت نظري في هذا الموضوع هو العنوان (صدام السبعينات) وكأن العلوي يريد أن يوهم الناس أن صدام الثمانينات والتسعينات (المؤمن) الذي اتخذ له اسما بعنوان (عبد الله المؤمن) يختلف عن صدام السبعينات الملحد المعادي للتوجهات الدينية حتى لدى رفاقه أعضاء القيادة. بينما تؤكد كل المعطيات أنه لم يتبدل قيد أنملة!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1407 الثلاثاء 18/05/2010)

 

في المثقف اليوم