أقلام حرة

ذاكرة التاريخ

قالها ابن يوسف الثقفي (الحجاج) حينما امتثل بمكره وشيطنته دون تردد أمام راس الدوله الامويه (عبدالملك ابن مروان) سائلا اياه ان يعرف نفسه.

الثقفي الهائم بوجهه والقادم من (الحجاز) متحاملا شقاء السفر وعناءها، طامحا بلقاء من يشفي عنده غليله، خليفة الله في الارض كما كانوا يدعون أنفسهم أياه.. ويوهمون الخلق قسرا.. الامتداد التاريخي مرحلة بعد أخرى وجعل من الناس آلة يتحكم بها أقطاب يظهرون حقبة بعد اخرى وجيل بعد آخر الى حيث ماآلت اليه الخطب والى مانحن اليه في يومنا هذا وهلم جرا..

وكان الزمن والواقع تخشبت على أرضية واهيه تنخل فيها الموازين وتتشعب الامور منذ ان أتسعت وتنورة العقليه البشريه وأخذة أنوارها تشع ابتكارا وتقدما في مجتمعات متحظره أوشبه متحظره.

أعتراف صدق ومؤآربه، تعتريه حالة من المراوغة للاقتراب وتوطيد المكانه والانسلاخ في سدة الحكم، والتعلي ورفع عقبة تلو آخر من مكامن نفسيه لتحقيق رغبات مكبوته .

كان معلم الصبيان في (الطائف) واهنا ضعيفا أمام جند (عبدالله أبن الزبير) خليفة المسلمين ومقرها (المكه) المعارض للخلافة ألأمويه والذي صلبه الحجاج معلقا اياه على جدار الكعبة باعثا برأسه الى أبن مروان وبها أنتهت خلافته كما قتل أخاه باالعراق أيضا

كان حجاج مثابرا مارقا فصيحا وقد عزز مكانته بين اهل الحكم وأقطابها وخرق حجاب البيت ألاموي رغم اماطة الشفاه والاستخفاف باالغريب الهائم والرقيع المتلهف.

كان ابن مروان سياسيا عتيدا لايستهان بعقله الراجح في تيسير الامور،يعرف كيف يفرق كنا نته ويجمعها يسل أمر عودا واصلبها ف الحجاج ابلى بلاء حسنا في الشام والعراق صاخب مجلجل

دون غيره بثوراته وانشقاقاته فسلط عليه أكثر المارقين صلابة وحزما وقد نزه ابن المروان قائلا

(وليناك ياابن يوسف أميرا على العراقين الكوفة والبصره أطا فيها وطأة أخلع لها قلوب أهلها

كان سيف حجاج بتارا مسلا يحز الرقاب حزا يتوارى فوق الاعناق يدحرج الرؤس تحت اقدامه باعثا برؤس المعارضين الى (خليفة الله في الارض) كراس ابن الزبير والاشعث وغيرهما..!

أما خطبته في العراقين الكوفة والبصره فقد أصبح أرثا تتناقله الاجيال بسخرية وأشمئزاز حينا وتشامخ الانوف والاستعلاء حينا آخر، والتي ابتلى بها العراقيين مدى الدهر بما تحمله هذه الخطبة من الثقل الثقيل على كواهل أبنائها توضعهم بين حجري الرحى كلما تتفاقم الاوضاع السياسيه والاقليميه ويكون للعراقيين يدا فيها أو يمس الناس مكروها تختل فيها الموازين وتتعاظم الخطب يترددونها على مسامعنا دون دراية بتفاصيلها والالمام بما دار من الحوادث والخطب العظام في التاريخ هذه الامة المبتلية من آ ل البيت العربي العتيد تصاغرا باالشعب العراقي

بين الامس واليوم...

ألسنا نعيد أمجاد الحجاج ومن والاه بطرق أكثر تمدنا وحساسيه وتفنيدا، تلائم وتنسجم يومنا هذا، عصر التفسخ الفكري والسياسي العربي والتجبر الايدلوجي+االسلفي والعقائدي ونحذو حذو الساسه الامويين ومن والاهم في الادارة وترتيب الامور السياسيه والثقافيه والاجتماعيه

ونخلق أشباه الطغاة والمارقين،ألايحظى الحجاج هذا الركن الرصين للدوله الاموية كما أدعى (الوليد) بعد أبيه وسماه (جلدة الوجه كلها) باحترام اسياده لأعماله الجليلة في تفنن بقتل المعارضين وفتوحاته المشهورة.

أنتهى عهد الحجاج+ من والاه= العنتر العربي والذي أسقط صنمه وسط بغداد . هل تغيرت المفاهيم السياسيه والايدلوجيه العربيه واخذة درسا قاسيا با ا لتعامل مع شعوبها أم تتراجع ببطء وتنهج نهج الغابرين من المارقين بطرق غير مباشره ومدروسه علميا ( ألعلم العربي)

وهل نحتاج أن نعيد أمثال مأثورة في الاقوال العربية (المجتمع يصنع قاتليه بيده)..!

كيف تنغمس ألاداره السياسيه الجديده بكل مالديها وعليها من الطاقه في هذا الهرج والمرج الداعين للديمقراطيه وكشف حجابها لامة ممزقه، لتجمع (ثلات سوقيه) وحثالة الامس كانوا اقطابا أ ضف مجرمون محركون لعجلة الدكتاتوريه والناقمين من شعوبهم ولأرثهم الثقافي وألاجتماعي خالعين الرأفة والرحمه من قلوبهم لأرضاء أسيادهم – كيف لهذه الاخلاط ألمتضاربه والمتصارعه والعنيفه من شرائح متباطئه تخلق هذه الطاحونه الدائره لتهدم كل ما تلقفه لتطحنه طحنا تجتمع تحت قبة واحده وتتبوتق في قارورة واحده (البرلمان العراقي ) المتراشقين بالكراسي والصحون ألمعدنيه لغرف لقمة زائده لتتخم كروشهم الهائله يزمجرون زجرا، محصنين مترفعين .

بينما الثريد البشري تتلاشى على  ألارصفة والشوارع والرؤؤس تتدحرج فوق المزابل.

كيف لهم أن ينسوا الفاجعة الكبرى (أطفال الملاجىء) والتي أبكت الكون بأسرها وأبكت الملايين!

كيف يتسنى وبكل بساطه لدعاة الديمقراطيه، أصحاب الخدود المصعوره والانوف المتشامخه  تحت (قبة الموت العراقي) أن يجمعوا بين الفجور والتدين، التصفيق والصلوات

الهاتف الجوال وباجلاء بالدهن، ألميكرسوفت والكراعين، في أروقة الحكم وصالاتها الفاخره

أوليس كل هذا وذاك الندان الضدان، اختلال في العقليه وتقليب الموازين للتابعين أساليب الحدة والعبوس والفظاظه ؟..

وهل من مبرر لتشريد آلاف الاطفال اليتامى في شوارع الرق والعبوديه يقتادون عيشهم على ثريد المزابل – بينما المال العربي تهذر هذرا شذرا للخاصة من البيت العربي العريق أصحاب الجاه والسلطان تشترى فنادق فخمه بخمسة نجوم من خزينة الحزب +الدوله = أموال الشعب وتتهرب مليارات الدولارات خارج الوطن بحجة أستيراد السلاح والتموين العسكري للدفاع عن سيادة الوطن.

وايقام حفلات الدعارة والفجور من وزير مرموق الجاه والمقام ..!

أليس عار على مجتمعنا وحكوماتنا المتتاليه، الطبقه المتنعمه والمترفعه الخاصه يتغاظون النظر ويكتمون أمر (اطفال الملاجيء) كومة عظام وجلود يسحقون ويمرغون في قيحهم وغواطهم لاحول لهم ولاقوه نتيجة المعامله القاسيه و اللاأنسانيه من أدارة الملجا الكائنه قلب العاصمه ليكتشف أمرهم بالصدفه من قبل القوات أ لمحتله وياتي الاجنبي ألمحتل ليترفع

أنسانيته وضميره الحي يتبناهم ويلملمهم يشع عنده غريزه ألابوة الرحيمه يكرموهم اشد التكريم ... أحفاد ثورة العشرين يساقون الى خارج الوطن ممتلئين بالحب والامان بعدما ضاقت بهم أرض رافدين والانبياء والصالحين .

وبغداد على مرمى حجر من دول عربيه مسلمه تطوف فوق بحيرات من الكبريت والبترول ولايتورع أحدهم بطلاء مداخل قصره ومرافقه الصحي بالاحرى لأبنته الدميمه بالذهب الخالص والاحجار الكريمه (لتتغوط فيها) الغارقة في البذخ والمجون ولايتورع بطلاء سيارته ألفارهة بألماس والمجوهرات، وملايين الاطفال اليتامى والنساء الثكالى يفترشن ألارصفة والشوارع ملجأ وملاذا لهن ولاطفالهن اليتامى يقتدن أرزاقهن على مزابل القوات الاجنبيه، وتاتي الحسناء النورانيه صاحبة المثل العليا في السخاء والانسانيه السيده

(أنجلينا جولي) تمد يد السخاء والفضيله  لتتبرع ما في وسعها وتقضي شوطا هائلا في مخيمات اللاجئين، تمسد شعورهن وتعصر أ صابعها البلوريه والدموع تترقرق على خديها لهول ما رأت من الفواجع والخطب تلم بشعب عريق.

سقط الصنم العربي، وكاد الناس ينسونه – أسقطته الزوبعه ألامريكية ألجرارالهائل لتتفند وتنقلب زورا الى ثورة شعبية بمنجزات عظيمه ترفع شعار (العراق الجديد) .

هذا ما أرسته ثقافة السلطه الجديده وأرست معها فكرة تخميد الهيجان الجماهيري بأسم القضاء على بعثيين المجرمين تارة وباسم الفساد تارة أخرى وقد أنتجت هذه الايدلوجيه الحزبيه او السلطويه فروقا عظيما في المنزله بغية البقاء وامتداد الصراعات ضد المفسدين حيث ظهر الفساد في صميم السلطه، واستقوت امر جماعات سلفيه آ منين بالغيب والشعوذه يلقون في عقول العامة سيلا من الاعجاب والتباهي ليوضعوا الموالي والمعارض معا في منصة القضاء للتحكيم لصالح السلطه الشرعية واللاشرعيه ب الاصل .

(ديمقراطيون بحق وحقيق) ...!

اننا نعيد وبكل صراحه أمجاد الطغاة والمارقين عبر التاريخ كما ذكرته آنفا ونعيد تركيبه وآلية تنشأ من خلالها مجتمعا فظا رقيعا مليئا بالتناقضات وفقدان المعايير ألاساسيه والاخلاقيه ...الخ. تسلخ انسانيتا قسرا وعنوة عنا، بعدما انتهكت انتهاكا صارخا،

تمهيدا لفرض آيدلوجيات حزبيه وسلطويه متعفنه .

الانعيد أمجاد الغابرين بشكل أكثر عقلانيه ونغرف من (العولمه) والحداثه تزويقا وتزويرا

خالعين العقال والدشاديشش مرتدين بناطيل وأربطات عنق وقبعات ملونه ..!

ما ابعد اليوم وما اقرب الامس ..!

 

جمال جاف

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1407 الثلاثاء 18/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم