أقلام حرة
عذرا سيدي ستار جبار يا صوتا أسقط كل الأقنعة المتاجرة بالوطنية والدين
خطابات (الوطنيين العراقيين)، والوطنيين ممن لاغبار على وطنيتهم ، لكنهم مترددون بالمطالبة بحقهم. لاعتبارات هم يروها موضوعية، ومنهم الكثير من السياسيين. وآخرون يروها مضيعة للوقت والحقوق، ومن هؤلاء صحيفة البينة. لانها قرارات مترددة، غير ثابتة، حتى ضيعت لنا الثوابت الوطنية، وصارت المحاصصة هي النهج الجديد، للعراق الأمريكي الجديد.
وكل هذا ينقل لك مشهدا ضبابيا، لانعرف فيه مستقبل العراق المنظور. وذلك لتسارع الأحداث، وتقلب المواقف، ما أدى الى عدم وضوح الرؤيا للجميع في انتظار نتائج الحدث. وأنا من هذا الجمع المتلقي، ما جعلني أن أخطأ مع الأستاذ ستار جبار، الذي إعتبرته ، واعتبرت منه، بأنه الصوت المدوي في عالم الصمت المخيف، لكشف الرؤوس العفنة ، والمواقف المتذبذبة، والادعاءات المزيفة، والأبواق الكاذبة، ومن غرف الأمس واليوم شيخ (الغرافين) . فححق لي أمنية، كنت أرددها دائما وأنا في مهجري في ايران، (أن لابد من أن يقال كلما يعرف)، بعد أن سئمت من مقولة (ما كلما يعرف يقال)، تأتيني بعد كل أمر أستوضحه من مسؤول (معارض) عن آخر(معارض) فكان لغزا أتعب ذاكرتي، حتى صار عندي الأسود والأبيض سيان في الساحة السياسية الاسلامية.
اليوم، ومن خلال البينة، أسمع صوت الحق يصدح في الهواء الطلق، ليكشف لمن لايعرف كيف تسير الأمور خلف الأبواب المغلقة، كل مستور يجب أن يعرف في عالم سمي عنوة تحت بساطيل المحتلين (جو ديمقراطي). في الديمقراطية، لابد من أن ينكشف كل شئ للشعب، لكي يعرف لمن يعطي صوته ، وأن لايفرط به بعد اليوم. وفي الديمقراطية لابد أن يعرف كل شئ ليختار الناس بحرية ، لأن قول كلما يعرف في عالم الديمقراطية، واجب يحتم على الجميع اتباعه، لتتوضح الأمور للناخب خلال مسيرة الأربع سنوات ـ العمر الدستوري للحكومة والبرلمان ـ لكشف الحقائق. لاسيما وأن الأستاذ ستار جبار أول من سارع الى كسر حاجز الخوف في اسقاط الأقنعة، ما دفع الشارع أن يتلقى بلهفة، ذلك الزيف الذي بقى مخيما في عقلية الناخب، الذي عوده النظام المقبور،على ترديد ( بالروح بالدم نفديك يا فلان) ونسي الوطن الذي يجب أن يعيش فيه آمن، والشعب الذي يتعايش على أرضه بسلام.
لقد تسرعت ـ وفي السرعة يفقد الانسان أحيانا وقاره ـ واتهمت الأستاذ جبار بأنه يحب التبجيل والتعظيم، لانه نشر لمواطن شريف، قيم مواقفق ستار جبار، وأهملني بمقال كنت قد أرسلته الى الجريدة. وظهر أن الرجل قد نشر مقالي، كما موضح أدنا في الرسالة التي وردتني من تحرير الجريدة . ولكن، ولانني أعيش خارج العراق، ولا أستطيع تصفح الجريدة كما لو أنها ورقية، لم أعثر على نشر مقالي، ولم يأتي رد على الايمل الشخصي. فتسرعت، واتهمت الرجل، ظلما وعدوانا. فعذرا للقامة العراقية الباسقة ستار جبار، وعذرا لصوته المرعب للقلوب الفاسدة، والمثلج للصدرو المعذبة عبر عقود، وهي اليوم لاتدري أن تتجه . لقد جائني الرد من الجريدة وهو الآتي:
الى الاستاذ زهير الزبيدي المحترم
نشكرك على قراءتك لـ(البينة الجديدة) واهتمامك الكبير بكل ما يُنشر فيها.. وان مقالتك المعنونة (البرلمان الضائع ورئيس الوزراء القوي) قد تم نشرها في صحيفتنا على الصفحة الثالثة في العدد 1049 الصادر يوم الخميس المصادف 6/5/2010.
وتقبل منـّا نحن هيئة التحرير اجمل التحايا وفائق الاحترام والتقدير
فعذرا سيدي ستار جبار مرة أخرى ، أيها القلب الكبير، يا من تحمل روحك على راحتيك، وتحمل خشبتك على كتفك، ومذ عرفت طريقك للاعلام، وأنت تصيح بأعلى صوتك ألا من يصلبني عليها. وسنبقى سيدي كما قال دعبل الخزاعي رحمه الله:
مـلكنا فصار العفو منا سجية ولما ملكتم سال بالدم أبطح
فيكفيكم هذا التباين بيننـــــــا وكل اناء بالذي فيه ينضـح
زهير الزبيدي
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1408 الاربعاء 19/05/2010)