أقلام حرة

فوضى الزمكان والإمكان

زمن يصطحبه المتهرءون، زمن تنتابه البطالة ويرتاد مرابعه الفاسدون؛ زمن المقنعين وراء الإعلام المزيف والمجاملات، هذه شقشقات أحببت أن تكون مستهلا لكلمتي المتواضعة هذه، ليتها تكون ناقوسا تجلجل في نفوس الطيبين، ليتها تعاضد جراحاتهم ـ تعانقهم، أولئك الذين تجدهم يبحثون عن ركن هاديء من أركان أرض أتعبتها لغة الطواغيت والفوضى، حتى صار للأكاذيب قلادة يعلقها المتنطعون باسم (الديمقراطية والعملية السياسية)، ويرتديها الفاشلون ثوبا يسترون به عوراتهم، تلك التي تفوح ألآن بها نتانة كروشهم ؛

اما المزيفون فبعضهم من اتباع (الشهادات الرخيصة)، تلك التي يمكن الحصول عليها بسهولة تامة، وقد يكون البعض منها قد تم الحصول عليه عن طريق المراسلة، إذ يغيب صاحب الطلب بحثا عمن يساعده في ابحاثه اوبحثا عن دراسات منشورة في الإنترنيت مهمشا إياها بالمصادر، التي استعملها صاحب البحث الأصلي، بعيدا عن الفحص والتدقيق وهذا يصب بالنتيجة في مصلحة من يبحثون عن وسائل المنافع المادية، على حساب الكفاءة العلمية والأكاديمية ؛

أما البعض منهم فتراه يبحث عمن يبجله في محل من محلات الثقافة وألإعلام، ليكسبه الشهرة، تلك التي لا محل لها في قاموس الأوفياء والطيبين .

هنا ومن باب الشيء بالشيء يذكر تراني أتفقد الكثير من المشاهير وفطاحلهم ـ ممن لم تتردد أسماءهم ـ (ممن غابوا عن الثقافة والمعرفة) ـ ممن تركوا البحث عن النجومية، ليحل محلهم هذه ألأيام اسماء البعض القليل منها أتعبها الزمن فأنتكست، والبعض الآخر فيها أوهمته الشهرة، فأنتزعت لغة الصدق من مشاعره، لهذا تراني أقول أين اولئك ؟

الطامة الكبرى ؛ انك لا يمكن ان تحكي كل ما تراه، لإن ما تراه وتدردكه قد يكون مثارا للسخرية،هذه السخرية تضعني أمام فوضى ما لا يمكن عده .

 الساسة والنواب (و و و و) أنموذجا هنا أقصد عفوا، ممن همه البحث عن الشهرة والمال، ما يجعل المقابل يشعر بالندم بعد سخرية الإنتخابات وفوضى التصويت وحتى فوضى العلاقات و التوظيف والترأس وتوزيع المناصب والحقوق و ..، إضافة الى ما يسمى (مؤسسات المجتمع المدني) ..

لقد آليت على نفسي أن ألتزم الصمت وأسحب كل موضوع تقدمت فيه لمديح من شارك في ما يسمى( العملية السياسبة)، لقد تعرفت على الحقيقة أبان زيارة قصيرة ذهبت بها لزيارة مدينتي المتعبة، التي فارقتها مرغما منذ مطلع التسعينات،لإجد نفسي أستمع الى فوضى الجهلة والجاهلات،فوضى المتنطعين والمتنطعات باسم العراق (والثقافة والإعلام و و .

أسأل الله أن يلملم العراق جراحاته لئلا يبقى هذا الوطن ارضا للمحنة والحزن والفوضى، أرضا تنزف أرواحه كل يوم، أسأل الله أن لا يبقى هذا الوطن ملاذا للفاسدين والبطالين من اصحاب الكروش والكراسي .

ولهذا أقول واأسفاه، واأسفاه على زمن يصبح فيه الجاهل وزيرا والفاسد برلمانيا، وقياديا بإسم جماعة دولة (ألــ (وبإسم جماعة (الإ..) والخ وااسفاه على عراق يتركه المستحقون ويعبث في مرابعه المتلكئون، وواأسفاه على عراق يموت فيه أصحاب الضمائر مرضا، جوعا، عزلة، ليسحق خيراته التافهون .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1408 الاربعاء 19/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم