أقلام حرة

انه ليس بالغداء الأخير !

 لقد تشتت أفكار القادة السياسيين فعلاً بعد تلك الموجة المكوكية من الرحلات المنظمة لكافة السياسيين الى جهات العراق الأربعة التي ولدّت ذلك التشويش والإرباك في خططهم وتوجهاتهم السياسية ولازالت لها تأثيرها العقيم على آلية تشكيل الحكومة .

   لقد بدأ الشعب العراقي الآن يعي كل توجهات أولئك الساسة وبدأ يؤشر التناقض الكبير في تصريحاتهم وبدأ يدرك فعلاً قوانين اللعبة التي أضحوا أبطالها جميعهم باستثناء من أبى أن يحجز لتذاكر تلك الجولات ! .. وإلا متى سينتهي هذا المسلسل الأبدي الذي يدعى " الحكومة العراقية " الذي أدخلكم الشعب به أبطالاَ ولستم قادرين على الخروج بنهايته السعيدة لأنكم أبيتكم على أنفسكم إلا أن تكونوا جميعاً أبطالاً مطلقين وجعلتم من شعبكم (كومبارس) يتلقى الضربات من كل جانب بما فيها صفعات الخوف الذي بدأ يلازمه كظله وأبيتم أن لا يَخرجه لكم إلا مُخرج أجنبي أحترف الخداع والتلذذ بالمشاهد المرعبة التي يقوم بها عنكم (الكومبارس) بلا مقابل! سوف لن يكتب لكم التأريخ شيئاً لأن الشعب هو من يكتب التأريخ ويؤشر بذاكرته كل شيء وسيروي عنكم يوماً قصصاً يندى لها الجبين . فهي لم تكن سوى دعوة غداء يجمعكم بأخوتكم في (الجهاد) ضد الدكتاتورية المقيتة وأبيتم إلا أن تتقافزوا بعيداً عنها وكأنكم لم تأمنوا الرجل .

   نأمل أن نصحى غداً وقد ذهب الكابوس المفجع الذي يقض مضجع الشرفاء بدلاً من أن يؤول الكابوس الى حقيقية تضيع معها كل الأمنيات والدماء وأشلاء الشهداء هباءاً منثورا .. عند ذاك ستحشرون الشعب الذي آمنكم على كل شيء في هاوية خنادق الطائفية وتولون الدبر .

 لقد أكلتم من طبق واحد  فأسال الله أن تكونوا قد تصالحتم بعد أن تمالحتم.

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1409 الخميس 20/05/2010)

 

في المثقف اليوم