أقلام حرة

التُهمة بين غباء مُطلقها ورفعة متلقيها

الخوض في هذا الحديث يعتبر نوع من التنظير الذي لا أؤمن به ولكني في احيان كثيرة لا اجد بداً من طرحها لاني اشاهد واسمع اشياء غير معقولة ومضحكة !... فصديقي (فلا ن الفلاني) يتهمه البعض بانه بعثي صدامي وهو اكثر الناس عانى من البعث ومن صدام لدرجة انه فقد (بدون احراج) من جراء التعذيب وهذا معروف لابناء المدينة التي نسكن بها وبعد كل هذا النضال ضد الطاغية ياتي شخص جاهل يتهمه بانه بعثي .. في المقابل فان (فلان الفلاني) هو ايضا صديقنا كان بعثياً وهو من ضمن المجاميع التي ارسلها صدام لبعض الدول العربية أيام الحروب او النزاعات في تلك الدول ... ومع ذلك فان البعض يتهمه بانه اسلامي متشدد وان تاريخه في الاحزاب الاسلامية معروف للجميع !.

طبعا انا لا اريد ان ادخل في مهاترات لان مشكلتي ليست مع هولاء الاصدقاء على الرغم من اختلافي معهم في بعض القضايا ولكن مشكلتي مع من يصدر التُهم بدون سابق معرفة بالجميع، ولان اتهام الاخرين بما ليس لديهم لا يدل الا على جهل مدقع سواء كان هذا الجهل بالاشخاص او بتوجهاتهم، من جهة اخرى هناك كتّاب ينتمون الى احزاب سياسية وهذا من حقهم وهناك صحفيون ينتمون الى احزاب اسلامية والى تكتلات او ائتلافات وهذا حق يكفله القانون للجميع وهذ ما يؤكده الدستور العراقي وكل دساتير العالم ... وعند مرورنا على كتاباتهم ندرك انتماء هذا الشخص الى هذا الحزب او ذاك الائتلاف .

 مشكلتنا تكمن بمن لا يستطيع ان يُحلل ما يُكتب ولا يستطيع استيضاح ما يطرحه الكتّاب ولا يقراء ما بين السطور وان المقال او الموضوع هو بالحقيقة (على قدر معرفتهم البسيطة) عبارة عن كلمات متراصفة وكل كلمة تحتوي على مجموعة احرف (والله كريم).

لهولاء (اقصد اصحاب المعرفة البسيطة) اعلموا بان هناك أناس اصحاب خبرة يستطيعوا ان يميزوا الغث من السمين ... ويعرفوا ان الاختلاف في وجهات لا يفسد للود قضية وانهم لا يتهموا اي كاتب او صحفي لمجرد انه تناول موضوع ما يخص بلده او عالج قضية يعتقد بانها مهمة وانه لا بد ان يعالجها ... قد نختلف مع اشخاص في قضية معينة مع اننا كنا متفقين على قضايا اخرى، هذا اختلاف وليس خلاف وانشاءالله لن يكون بيننا اي اخلاف لذا يجب ان ندرك بان اختلافاتنا هي من اجل بناء وطننا الجريح كذلك ويجب ان يُعلم بعضنا البعض كيف نتقبل الاخر واذا ما اردنا ان نطرح ما نعتقده مناسبا يجب ان تكون هناك طرق اخلاقية تعبر عنا وعن اخلاقيات ديننا وبلدنا لان الاخر المتربص بنا (يشاهد ويسمع ما تطرحوه) وعليه يجب ان نكون على قدر من المسوؤلية لكي نعكس اخلاقيات مجتمعنا العراقي الطيب .

 

صادق العلي

[email protected]

 

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم