أقلام حرة

حزب الأنسان ..بين حلاوة الآمال ومرارة التطبيق

يراني الناس روحاً طائراً  --------- والجوى يطحنني طحن الرحى    

 

أذكر جملة عظيمة قالها - لقمان الحكيم -الى أبنه وهو يوصيه -- أذا كان الكلام من فضة، فأن السكوت من ذهب -- واللسان هذه العضلة الصغيرة عظيمة الخطر أذا كانت مفتاحاً للشر مع الأقوال المحرضه على العنف والفتنه،أذا علمنا أن أكثر الناس يكبوا في النار من حصاد ألسنتهم .؟ وقد أوصانا الرسول الكريم - بحسن الخلق وطول الصمت - كما أوصى المسلم أن يسلم الناس من لسانه ويده -

 وقيل في حكمة القول - أما أن تقل خيراً أو تصمت.

 ومن يفعل الخير لايعدم جوازيه  ----- لايذهب العرف بين الله والناس

 

فالبشر ولدوا من أمهاتهم أحراراً،  والحرية هبة الخالق تعالى وفق كل المعايير الأنسانية والثوابت القيمية عند جميع الأديان السماوية وليس لأحد  الحق مهما كان موقعه أن يمنعها الا من وهبها ..والحريات متعدده تحمل الرغبة والحب .

فقد أحب الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - من دنياكم ثلاث - الطيب والنساء والصلاة وأحب أبا ذر الزاهد - الجوع ليرق قلبه، والمرض ليخفف عن ذنبه، والموت ليلقى ربه -

 

وقد عٌرِفت - الحريه  - بأنها سلطة وأمكانية السيطرة على الذات،بموجبها يختار الأنسان بنفسه تصرفاته الشخصية ويمارس نشاطاته دون عوائق أو أكراه،والحريات العامة مجموعة الحقوق والأمكانيات المعطا’ بصورة الجمع - عامة -  - أما حقوق الأنسان -ف هي مجموعة الحقوق الطبيعية التي يمتلكها الأنسان واللصيقة بطبيعته  ومفهوم حقوق الأنسان يتعدى  كثيرا المفهوم الضيق ليلامس كل ما تحتاجه الطبيعة الأنسانية ويمكن تقسيم الحريات العامة الى

الحريات البدنية - الحريات الفكرية - الحريات السياسية - الحريات الأقتصادية - الحريات والحقوق الأجتماعية ..و تتضمن الحريات الفكرية  حرية المعتقد الديني  وحرية الراي والتعبير، اما الحريات السياسية والتي تهمنا في هذا المقال ف تتضمن حرية التجمع وتأليف الجمعيات  والأحزاب، وحق المعارضة السياسية عن طريق الممارسة الديمقراطية وحق المواطن في المساهمة في الشؤون العامة، اما الحريات والحقوق الأجتماعية حق الأنسان بالأمن السياسي والحرية النقابية

ظهر أهتمام كبير للمجتمع الدولي بحقوق الأنسان وحرياته الأساسية وأقر التدخل لأهداف أنسانية في بعض الحالات لمكافحة الأنتهاكات  وتوفير الحماية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية  للبشر، وكان  المكسب الكبير الذي قدمته  الجمعية العامة للامم المتحدة - مبادئ الأعلان العالمي لحقوق الأنسان - في 10 -كانون الاول - 1948

أظهر مدى أهتمامها بحقوق الأنسان  بشكل جدي متطور ومبسط .

على ضوء هذا فأن  الأعلان العالمي لحقوق الأنسان يعترف بحق الأنسان في اللجوء السياسي والأنساني وحق التنقل وحقه في الحصول على جنسية وتمنع تجريده من جنسيتة - بصورة تعسفية - وحقه للتمتع ب حرية المعتقد وحرية الصحافة وحق التجمع وحق تاليف الجمعيات والتمثيل الشعبي والمساواة في الوظيفة العامة.. ومبدأ الحرية النقابية وحفظ حق كل مؤلف في التعليم والثقافة على أثره العلمي أو الأدبي أو الفني ،، وفي الخاتمة واجبات كل فرد نحو المجتمع الذي ينتمي اليه وممارسة الحقوق والحريات في أطار القانون ...

 

أن  المثقفين وذوي الفكر والثقافة والعلم  في العالم المتحضر- أوربا وأمريكا - عندما يتأملون التأريخ بتمعن وروية بنظرة عميقة بعيدة المدى تمتد الى عصور - حضارة بلاد الرافدين القديمة-

  - بأعتبارها الأولى من علم بالقلم والكتابة وأسس المكتبات والموسيقى وأخترع العجلة والأوزان والمكاييل وأصدر أول التشريعات والدساتير والأصلاحات الأجتماعية...

 وصاحبة أعظم حضارة لسلامية  أقامت مدارس اللغة والفقه والعلوم المنتشرة في الكوفة وبغداد وسامراء وفي دمشق والقاهرة حيث أنشأت أولى الجامعات وأولى المستشفيات في العالم

كل هذا يلقي عبئا أخلاقيا وأنسانيا علينا  كعرب ومسلمين أن نكون قدر هذه النظرة  وقدر هذا التحدي  بأننا  نتاج هذه الحضارة العظيمة،كل منا واحد من أبناءها والمخلصين لها .و يلقي علينا مسؤولية كبيرة في تنظيم أنفسنا  وتهذيب طباعنا والتمتع بحقوقنا وحريتنا  ضمن الضوابط الأخلاقية،  وأن نبدي أحترامنا لعادات الشعوب وحقها في العيش والكرامة الأنسانية بعدالة ومساواة ..وأن كل الناس سواءأمام الله وأمام القانون

وتحت مظلة الأسلام الأنسانيه لافرق بيننا - قال تعالى - وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا،أن أكرمكم عند الله أتقاكم -

أن حزب الأنسان معناه .. حزب المساواة والعدالة والتسامح والمحبة والخير والصلاح والرأفة والعطف وهم.. حزب الله المفلحون بلا أدنى شك.

 

صادق الصافي - النرويج

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1411 السبت 22/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم