أقلام حرة

صرت أكره وطني ياسردشت فعلمني كيف أحبه؟

وطن لا يلفظ القتلى والمحتلين، كيف نحبه؟

وطن يموت فيه الفقراء بعد أن يخافوا ويجوعوا ويبردوا ويتحسروا ويتألموا ويحزنوا ويبقون على حبهم له، لماذا يحبونه؟

 

كم أنت جميل ياسردشت؟

هل أبكيك لأن ابتسامتك كحقل عباد الشمس تميل بخاصرة شفاهك مع نور الشمس؟

أم أبكيك لأن عينيك كنبع ماء صاف دافق أرغموه على القحط والجفاف ؟

 

أبكيك لأننا لا نستحق وجودك كما لا نستحق رحيلك

أبكيك لأنك حاضر عقموا غده واستأصلوا حلمه في بلد كئيب

 برحيلك يغدو الوطن كابوسا ثقيلا

أبكيك لأني تمنيت حين أعود لوطني بعد أن يُشفى من فقدان الذاكرة وخرف الشيخوخة  تمنيت أن أزورك في مكتبك في الصحيفة التي تعمل فيها كاتبا كبيرا في بغداد

ولا يزال قلمك جارحا ...  فالشرفاء في وطني يُكّرمون

أبكيك لأنك عريس جميل لابد  أن تزف مهيبا وينثر عليك الزهر لفتاة مثلك جميلة

 سليلة الفقر وابنة الوطن الجريح

 فابنة الرئيس لا تملك غير جينات أبيها العفنة

 لا تُزال رائحتها النتنة وإن اغتسلت بعطور شانيل وتبخرت بدهن العود ليلة عرسها   

والرئيس لا يعلم بأنه سيُعلق كالكبش الذي ذبحوه فجر يوم العيد مهما طال زمن تنصيبه سيد مافيا

 لا يعلم بأن أعيادنا آتية لا محال

 

أنا لا أبكيك لموتك

الموت في وطني أثمن من الحياة

يخططون له كثيرا وينفقون عليه الأموال

أبكيك لأنك كنت حزينا تبحث عن طريق الخلاص

بعدك صار وطني صغيرا

 تحول إلى صندوق ودفن تحت التراب

 

 ..............................

* كاتبة مستقلة أقيم خارج العراق .. لست مراسلة ولا اعمل لصالح أية جهة صحفية

سأدون هذه المعلومة دائما ردا على بعض التساؤلات لتشابه اسمي مع أخريات . [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1411 السبت 22/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم