أقلام حرة

أسئلة تبحث عن ... جواب !

أليس الانسان، هو قائد العلم وصانعه ... فكيف يتصارع معه اذا ؟؟

                                               *****

 

هذه الاسئلة، دائما تراودني في خلوتي، في لجة عملي ... في فرحي، في حزني .. تراودني في كل مكان: البيت، الشارع، في جلسات الاصدقاء ... أشعر إنها تلاحقني حتى أصبحت مثل ظلي، أمامي او خلفي، مع إيماني القاطع بأن الخطأ الكبير في النظرة الى الماضي يجرّ الى الخطأ الأكبرفي النظرة الى الحاضروبالتالي الى المستقبل !!

ولأبسط الموضوع، أكثر.. وأطرح رؤاي بسهولة شديدة، فأقول:

إن الانسان، برغم إنه حقق المعرفة في كل الميادين، لكني أشعر إنه أصبح اكثر جهلا بحقيقة نفسه مما كان في العصور البدائية . لقد كان من آثار التقدم العلمي الذي أحرزه، أن اصيح المجتمع عملاقا في حين، إرتد  هو (الانسان) الى قزم ضعيف ... وفي ضوء هذه النظرة، ألمس إن الانسان إضطر الى التنازل عن كثير من الحريات الشخصية في سبيل تحقيق "الأمن"  ولقمة العيش !!

لقد أصبحت الاختيارات هي التي تحدد له ميوله وقدراته في سلوك الطريق التي تحدد مهنته وكسّبه ورؤيته لنافذة الحياة ... وحين يتعلم الانسان ويسعى لإكتساب الخبرة، يزداد معرفة بالحياة ويتحلق بصفاء الروح، وتتخلص عيناه من الشوائب، فنراه ينظر الى الأشياء بعينين صافيتين واثقتين !

ووفق هذا الفهم، لاحظت إن المجتمع كله  قيود صارمة، لافكاك منها، مرهونة بالقوى الاعتبارية التي تقوده، في حين إن الخلق والابداع يأبى السيطرة ... الحرية الذاتية أثمن ما في الوجود الانساني ... والانسان الذي يفضل التبعية على الحرية يبيع نفسه ويعتذر عن وجوده .. كانسان !

والانسان الضعيف، يرى كل ما في الحياة ضعيفا ... وانني ارى أن يعيش المرء حياته بقوة خير له من يمضى الى الموت ... بضعف !

وعلى الرغم من إن العالم بفضل وسائل الاتصال المتطورة أصبح كأنه قرية صغيرة، إلا إن الانسان (او هكذا أراه في الاقل) بات يشعر بوحدة قاتلة في قرارة نفسه ... ومن العجيب حقا ان هذا الشعور يزداد بين الناس، كلما زاد عددهم ... وتشير آخر الدراسات الى إن اكثر المدن إزدحاما مثل (نيويورك) او (القاهرة) أعظمها أثرا في الشعور بالوحدة ... والفراغ !

وأعود بكم الى تساؤلاتي الإول: العلم والانسان ... من غلب من؟ مع إعترافي بأن الحياة كتاب جميل، علينا قراءة كلماته بإمعان وترو، كي نستمتع بمعانيه .. اليس كذلك؟

                                                                                              زيد الحلي

[email protected]            

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1411 السبت 22/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم