أقلام حرة

قاسم 2010

 الغريب في موضوع "قاسم" ان له بيت ولكن بيته صغير لدرجة كبيرة فهو بمساحة أقل من 3 متر مربع ويقع وسط بحيرة خضراء (خيسة) كما يسميها العراقيون وبيته هذا مكون من مجموعة من الطابوق (بلوك) صفت لتكون مربع بلا سقف مع فرش أرضية عبارة عن حصيرة نايلون من عهد دولة الخروف الأسود!

سقف بيته عبارة عن غطاء بلاستيكي (نايلون) لاغرض المطر في الشتاء وهولا يملك شيء أي انه لا يملك طباخ أو مغسلة أو قدر أو ستلايت أو تلفزيون أو راديو ولا فراش ولا غطاء ولا كراسي فقط بلوكه يجلس عليها انه لا يملك شيء . فقط هذه البلوكات التي يحيط به لتستره . وهناك فرق كبير جداً بين هذا السكن والكرفان الذي يأوي الكلاب البوليسية التي تحمي المنطقة الخضراء وتحمي السادة المسؤولين في الحكومة .

في عام 2010 وهذا العراقي الذي يدعى قاسم يعيش في هذا البيت الذي يصغر بيت الدجاج ويصغر بيت الكلاب . في بلد مثل العراق الذي يطفو على محيط من النفط أراه امرأ غريباً بعض الشيء على الرغم من أن وطني هو بلد العجائب والغرائب .

ترى ما هي أمنيات قاسم؟ قد يكون بيت بعشرة أمتار مربعة وماهي أحلامه البسيطة؟ وهل أحبطت مشاعر قاسم عندما علم أن الوليمة السياسية ليوم الخميس لم تسفر عن شيء وخرجت خالية الوفاض على الرغم من أنها كلفت مايكفي بطن قاسم طعام سنوات؟ ترى هل يحفل قاسم بأجتماع المالكي- علاوي؟ وهل يعي أن بلده يسير الى حافة خط الزلازل (الطائفية) على لسان ساسته؟ وهل لقاسم أمنية بالزوج يوماً وهل يقرأ قاسم الصحف اليومية وهل يؤرقه العد والفرز وهو لا يملك شيئاً يعده ولا هناك شيئاً في معدته ليفرزه على هذا الزمن؟ وهل يقبل قاسم أن يجتمع الرجلان في بيته؟ لا أعتقد أنه يقبل .. أتدرون لماذا لأنهم ببساطة لا يعرفونه !

لله درك ياقاسم وفي بلدك لم يعبر سوى 15 نائباً ذلك القاسم ! لله درك ياقاسم والكلاب البوليسية تكلف الدولة أكثر من سعرك أنت في بورصة البشر فكل الأسعار في صعود وسعرك أنت في نزول .. ولكن لا تأبه للأمر ففي بلدك ملايين من هذا القاسم .

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1412 الاحد 23/05/2010)

 

في المثقف اليوم