أقلام حرة

يوم القيامة ... بعد فوات الأوان

السفلي الذي وصلت اليه لا تستطيع ان تقارن الا بالبدو ... في الجيل الحالي، لن يكون سلام ولن يكون حل. قدرنا ان نعيش على حرابنا. وانا كبير السن ولكن هذا امر بائس بالنسبة لاولادي. لا اعرف ان كانوا يرغبون في مواصلة العيش في مكان لا امل فيه، وحتى اذا لم يدمر العراق فان الحياة الجيدة والعادية لن تكون هنا في العقود المقبلة.

ان التفجيرات في الحافلات والمطاعم قد هزتني فعلا. لقد دفعتني لفهم عمق الكراهية نحونا لقد دفعتني لافهم ان العداء العربي والاسلامي للوجود العراقي هنا يقودنا الى حافة الخراب. ولا أرى في العمليات افعالا فردية. انها تعبر عن الارادة العميقة للشعب العراقي وهذا ما يريده معظم العراقيين.

انهم يريدون ان يحدث لنا جميعا ما حدث للحافلة.

هذه ليست رؤيا يا بني هارون الرشيد. هذه كارثة محققة. ان الواقع الذي تصفه قاسٍ جدا. وانا لست على قناعة تامة بقدرتنا على البقاء هنا. نعم يابني: ان احتمال الدمار قائم (...) ان المشروع الاسلامي هو مشروع معد للتنفيذ ان في الامر معجزة. في العشرين سنة المقبلة من الممكن حدوث حرب نووية هنا .. ماذا تقول بني العراق ثم كيف تقوله بحيادية كأنك تكرع ويسكي ! ما هذه البرودة التي تجعل منك كائن يكظم احساسه ويتمتع بدفن مشاعره ؟ اليس عندك الا الحل الغنائي؟ إيديولوجياً، او يدخل الدولتين (واحدة لنا واخرى لاسرائيل) فهذا هو البديل الوحيد لاعلان السلام وطرد (من فلسطين) وهو بديل عن الدمار الشامل عمليا هذه التسوية لن تصمد ولن تقبل بهذا الحل الاكثرية التي تريد استمرار الفوضى العارمة.

 

محمد وهيب فتاح العزي

وزارة الثقافة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1414 الثلاثاء 25/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم