أقلام حرة

أين أنت يا سيف الدولة !

للدولة ،الحكومة، سيف بتار على كل أشكال الظلم التي أستشرى في العراق بقصد أو بدون قصد، ومن أشكال الظلم ذلك الذي طال أبناءك من المفصوليين السياسيين ، انهم يتظاهرون كل يوم .. يلهثون وراء المستمسكات الرسمية التي أغرقتهم في هموم أضافية فوق هموم الأرهاب والمعيشة الصعبة التي يكافحون من أجلها بدم قلوبهم فهم يتجولون في الشوارع بلا حماية ولا أرتال عسكرية ولا بزات مضادة للرصاص إلا من رحمة الله ، فكل يوم يضيف من لا ذمة له ولا ضمير مستمسك جديد يضيف الى عزاءهم عزاءاً أكبر  .. آباءٌ هم وكومة اللحم التي بعهدتهم لا ترحم الهروب منها الى المجهول .. ترى ياسيدي الم تكن مظلوماً يوماً يطاردك شبح الموت لا الموت نفسه وهم كانوا في العراق وفي فوهة المدفع الكبير الذي يطلق أرواحهم أو أقاربهم كل يوم .. ويأخذ منهم أجور الجريمة مع سبق الأصرار .

ترى هل قدمت حضرتكم والساسة الآخرون أثبات على مظلوميتكم وقدمتم ملفاتكم الى جمعية السجناء السياسيين ودخلتم دوامة القبول أم عدمه ونتم على وساداتكم ليلاً تقتلكم العبرة أن تتعثر معاملتكم ويذهب بكل أحلامكم في تربية وحياة حرة كريمة لأطفالكم الذي يمرحون في خارج حدود الوطن  .. أم تربعتم على مقاعدكم في الحكومة والبرلمان بلا حساب بعد أن كانت لكم أكبر واسطة في تأريخ الإنسانية ألا وهي صوت الشعب الذي رفعكم على أكتافه رمزاً للحرية ولا يزال يقدم أعز مايملك ، فداءاً لطلعتكم ، فلذات أكبادهم التي تنهش لحمها الطري ذئآب الإرهاب والجريمة .. كل ذلك من أجل موائدكم وسطوت من سطا على سلطة العراق وتربع القلوب رغماً عن شرايينها .

وأعود كي أسأل هل كانت لكم وقفة في بداية حياتكم السياسية في العراق ومن حولكم مع جمعية السجناء السياسيين أم عبرتم منها وتركتم شعبكم يتخبط خلفكم في ذلك البحر اللجج تتقاذفهم أمواجه وترطم رؤسهم في صخوره الصلدة ..

أنهم خلفك الآن يتلذذ بعذابهم أولئك الساديون في تلك المسميات في تلك الجمعيات التي أخذت أكبر من حجمها والتي لا زالت تتوسع وتكبر وأملهم يتقلص وتنجلي أرواحهم تحت وطئة الفقر .. فسبعة ملايين منهم تحت خط الفقر .. ومرشحون بجدارهم لأن يشغلوا رقماً في أحصائيات العاطلين ..

أستحلفك الله .. من في العراق لم يكن مظلوماً ومن في العراق لم يكن مسجوناً ومن في العراق لم يكن جائعاً ومن في العراق لم قتلته الغصة على فلذات كبده ومن في العراق من لم يكن مفصولاً عن الحياة .. ومن في العراق لا يستحق الرأفة والرحمة .. وإذا تقلصت منكم فرحمة الله أوسع وأكبر فهو الأعز الأكرم .

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1417 الجمعة 04/06/2010)

 

في المثقف اليوم