أقلام حرة

كل شيء يهون في خدمة صاحب الجلالة ...!!

قد تكون الحصيلة السقوط تحت وابل رشاشات مرتزقة الاحتلال وعدوانيتهم، او اعتداء من بعض مراهقي قواتنا الامنية ممن ادمنوا على (الكبسلة) وهم في قمة شرفهم العسكري، فلا بأس، فهو خبر ...

وقد تكون النتيجة التعرض لأخطار الحوادث والكوارث، فلا بأس، فهو ايضا خبر ...

وقد يكون الخطف وطلب الفدية من قبل بعض الميليشيات وعصاباتها التي تعودت على السحت الحرام، كذلك هو خبر ...

من الممكن كذلك ان تتناولك الايادي بطشا وتصبح كالكرة بين اقدام ورؤوس جلاوزة مايسمى بالقوات الامنية وخصوصا من تم تعيينهم وفق مبدأ المحسوبيات والورق الاخضر من الرعاع الذين يطلعون على مستمسكاتك بالمقلوب، فهو ولله خبر ...

قد تمنع من محاورة مسؤول وتوجيه له سؤال ديمقراااااااااااااااااااطي محرج فتوجه لك اللكمات من قبل حمايته،ويجعلوك في خانة الارهاب ... ! فهو وحق العراق ومن اوجده خبر...

قد تكون انسان غير مرغوب فيه عند استعلامات مؤسسة غارقة في فسادها الاداري والمالي وتمنع من حصولك على معلومة او مادة صحفية ... عندها تطرد شر طردة تحت حجج المنع والتصريح بالدخول او ما شابهه، ولاينفع كونك لا سلطة رابعة ولا عاشرة حتى ... فهو كذلك خبر ...

قد تحارب وتقتحم مؤسستك الاعلامية وتعتقل بمجرد ان لا تساير منهج الخطأ والتزلف والتجيير، ذلك ايضا خبر...

 

لقد قيل ان الغاية تبرر الواسطة (الوسيلة) ... وفي البحث عن المتاعب لم أجد فرقا بين الغاية والواسطة . فكل منهما يحمل من هذه المتاعب ... خير ما فيها واهمها انها تسعد قلوب مئات الألوف من القراء وهذا شيء اكيد ومعلوم ...

الصحافة ليست سوى لحظات حافلة بالمتعة والرضى النفسي والمعاناة بتنوعاتها ...

لحظات من عمر الأبدية تشدنا الى القارئ ... وتشعرنا بأن التجاوب بين الصحفي والقارئ هي حصيلة الانتصار التي تعيد الى النفس اطمئنانها وسكونها وراحتها ...

الصحافة تلهث وراء المتاعب اينما كانت ...

المتاعب تلاحق الصحافة اينما حلت وتواجدت وحلقت او اقلعت ...

لانها مهنة المتاعب وتوغلها في ثنايا المشاكل لتنقل مشاهد متناقضة مابين القتل والطغيان والحروب وبؤس الشعوب وما تعانيه من فقر وحرمان في فلسطين والعراق وافغانستان وغيرها من بقاع كرتنا الارضية ...

 

انها تنقل ما افسده البعث في العراق وتحالفاته مع طالبان القاعدة والارهاب الذي ذهب ضحية اعمالهم الاجرامية عشرات الالوف من ابناء وطني الجريح ...

ما بين تتسللها الى المجتمعات المخملية لتصوب عدستها بين قصور النجوم وحدائق اصحاب الملايين وخالقي الجمال والفتنة والخيال لتنقل ما يبهر العيون ويضع الدموع في مآقي الجفون ... حسرة وبهتان ...

 

الصحافة بحثا عن الخبر لا تجد فرقا بين الحروب والاحتلال وما تخلفها من تهديم وآلام وما بين الجبال والقصور ...

بين المحيطات المظلمة وأضواء المسارح العالمية ...

بين الصحاري وجنات عدن ...

بين مسطحات الجليد القطبية واحضان هوليوود الدافئة ...

بين فقر افريقيا وجفاف ارضها وسكانها وبين مافياتها ومتسلطيها...

 

انها تجد الخبر في كل مكان ...

في الجزر المعزولة ...

في المهرجانات العامرة ...

في الازقة والطرق الخلفية ... كما في الجادات وطرقات مانهاتن والشانزليزيه وفيفث أفنيو ...

 كما انها تتناول كل ما مر به عراقنا من تطاحن انتخابي صرفت من اجله مئات المليارات على الفوكسات التي ملأت ساحاته من اقصاه الى اقصاه والشعب المحروم كان اولى بها ...!!!

انها تسايرت ونقلت اخبار المرشحين من المتهادين بممشاهم كالطواويس الذين يعتقدون ان العراق اصبح ملكا لهم متيقنين بتربعهم على كراسي حكمه الى ما شاء متوهمين ان ايامهم قد قربت وسيذكرهم التأريخ بالسوء والرفض الشعبي ...

انها تجلسك مع الملوك والأمراء والرؤساء واجمل حسناوات العالم وارقهن ...

كما تجالسك مع المحرومين الفقراء والاشقياء في ازقة نيويورك وحواري ميامي واطلال شيكاغو وساكني بيوت الصفيح والمزابل وتحت الجسور في بلدي ...

هل ادركت سر هذا السحر الذي يواكب المهنة ؟...

هل ادركت ان سحر الاضواء لا يعادله سوى سحر الرضى النفسي بعد انفعال ...؟

كله ... وكله يهون في خدمة صاحب الجلالة ...

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1417 الجمعة 04/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم