أقلام حرة

العراقي كما يجب ان يكون

غربتنا الشاسعة تدلنا عليك فأنت ايضا غريب وانت فينا نحملك معنا ندفع فاتورة حبك لنا نتسكع معاً بين المنافي وانت الاصيل قل لهم يا وطني عن ذلك الرجل   حينما صادفنا قلّ لهم يا ابتٍ ... سأروي لكم ما دار بين أبني العراقي وأحدهم اذ اوقفنا  وقال :

من أنتم ؟

فأجابه ابني العراقي  ...

أنا منه وهو للجميع

وماذا يعني هذا ؟؟؟ قالها مستغربا ذلك الرجل

فقال ابني...

هذا الذي لا يشيخ أبدا !

أبتسمت ... أستغرب  الرجل  وقال

نحن في أوربا لدينا كل علوم الدنيا وفنونها ولم نسمع ان احداً لا يشيخ  من اين أتيت بهذا الكلام ؟

فأجابه العراقي :

لقد شاخت أوربا خاصتك وعجزت بعد خمسمائة سنة فقط  من تاريخها الذي تفتخر به وهي الان عجوز والكل يناديها أوربا العجوز ... وأما ابي العراق صاحب السبعة الاف سنة والجميع يعرف انه يزداد شباباً  في كل لحظة وينتفض ضد الطغاة والغزاة   وعلى الرغم من السجون  والتعذيب  وعلى الرغم من الاعدام شنقا حتى الموت  وعلى الرغم  من الظلم والجور والفقر هو يزداد شباباً لم نسمع  احداً  من قبل يقول ان  العراق قد  شاخ او عجز لانه ببساطة العراق....:

للذي لا يعرفه  اقول انه العراق الذي لا يشيخ .

تركنا ذلك الرجل ورحل مع حاسوبه الصغير وهو لا يعي جيدا ما سمع .

من الضروري ان يدرك الجميع ان العراق ليس بقعة ارض يعيش عليها مجتمع مثل كل المجتمعات ... العراق حالة مثل التناسل البشري او مثل الالوان في الورود  ومثل التخاطب بين البلابل فهو حالة خاصة  ليس كباقي البلدان , قد تكون هذه الحالة كمرض مزمن وياله من مرض بطعم حنين امهاتنا  وابتسامة أطفالنا   كلنا مرضى بحب العراق ولا نريد اي علاج .

او قد يكون العراق حالة صعبة المراس على المعتدين والطغاة وهذه ابجدية يتعلمها العراقي من المهد الى ان يرى وطنه باحلى صورة ... ولكن الحالة التي اعتقد  انها الاقرب  للعراق هي الغرائبية فريدة  التي  يتمتع بها العراق فهو يحمل عبق التاريخ بكل  أنبياءه وعلمائه  وبكل أثاره وعلومه  وبكل شرور الاخرين  وتكالبهم عليه على مر السنين ... ولانه البلد الوحيد الذي ينشغل به الجميع قد يكون هناك بعض الخلافات او الصراعات بين دولتين متجاورتين وفي احيان كثيرة يكون هذا التنافس او الصراع منطقيا ولكن في حالة العراق الوضع مختلف تماما لانه شاغل الدنيا كلها  البعيد والقريب في المنطقة والعالم لانه العراق .

وطني ...

سنمضي ... بلا أمل

سنمضي

وأن كان الطريق لا يعرف

اين يحملنا

سنطفئ الاضواء

التي نصادفها والشموع

كي لا يرانا احد عندما

نداري  الدموع بالدموع .

هي دموع العشق والوله لا يعرفها الا ابنائك العراقيين الشرفاء هي غريبة على غير العراقي لانهم دائما اعداء  ... الحاقد  فيهم او الطامع من اتاك غازيا او مدجج بالسلاح كلهم ضدك يا وطني ... من يبطن لك غير ما يظهر وهم يتربصون بك وبابنائك كلهم عليك وهذا يحزنك ويحزننا فانت لهم المعطاء فالانبياء ابنائك والعظماء ابنائك والشعراء ابنائك والفقراء ابنائك ماذا بقي لهم غير حقدهم وهم متأكدون  انك خارج حساباتهم الوضيعة لانهم يعرفوا انك ليس وطن بمفهومهم الضيق (للاوطان) لانها ببساطة  تخضع لحسابات بشرية وقوانين وضعية ولكن العراق و منذ ان وطئ  أدم ( ع ) أرض الله  وحمل معه عبق الجنة فكانت لمس  الله لهذا الوطن  وعنايته  وهذا  الصراط المستقيم الذي  يبداء من العراق  وينتهي (الله اعلم) هي العبادة   اذن فهل ادركتم  ان حب العراق  عبادة ؟ .

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1426 الاحد 13/06/2010)

 

في المثقف اليوم