أقلام حرة

محامي الشيطان .. سياسي الشيطان !

وحديثنا اليوم في معرض الأجابة عن السؤال التالي : أين نحن من محامي الشيطان؟ وهل نملك في حياتنا اليومية شيطاناً أخر تركّب على محام فقط أم هناك مهن آخرى إمتطاها الشيطان وطوعها لخدمة العمل السيء؟

في العراق لدينا أشكالاً مختلفة من الأعمال الشيطانية فلدينا بقّال الشيطان وهذا يحاول أن يدس بين أغراضك مالذ وطاب ولكنه منتهي الصلاحية ويتبع كل الطرق التي ييسرها له أبليس اللعين في تصريف بضاعته التي عبرت أمام العشرات من الأيدي دون أن تقع رهينة القانون. ولدينا بائع الفواكه والخضروات وهذا أيضاً طمس الشيطان على قلبه وأعمى بصيرته فتراه ينادي على بضاعته بأقل من سعر السوق بالضعف وأنت تبهرك نوعية البضاعة المعروضة ولكنه وبخباثة بالغة يختار ما فسد من البضاعة ويضعها لك في ذلك الكيس الأسود حيث تفاجيء عند عودتك للبيت بأنه الكيس قد ألغم بأتعس البضاعه وأفسدها، لقد كانت له طرقه الخاصة فهو يجمع الفواكه الفاسدة أمامه وعندما تطلب منه أن يزن لك يبدأ بأدخال المواد الى الكيس الأسود بسرعة فائقة وبخفه ملحوظة وبقليل من الكلام المعسول يكون قد صرّف الفاسد من بضاعته ويبدأ حينها ببيع البطاعة المتبقية بالسعر الذي يطلبه .

ولدينا خيّاط الشيطان، وهذا لايخيط إلا البضاعة التي تظهر مفاتن النساء وعوراتهن وهم كثر بدليل عدم وجود بضاعة من الملابس النسائية التي تتناسب مع الذوق العام وتقاليدنا العائلية وكذلك يتبعون الموديلات التي تنتهي قبل عام من البلدان المجاورة ليشتروها بأبخس الأثمان ويصرفوها في الوطن وبأعلى الأسعار وقد مارسوا كل أنواع الغش التجاري لجعلها مقبولة .

ولدينا صيدلي الشيطان، ذلك الذي يستورد الأدوية القريبة جداً من موعد أنتهاء صلاحيتها فمثلاً يستورد دواء صنع في عام 2007 ونحن في 2010 وتنتهي صلاحية الدواء في منتصف العام وهو أيضاً إعتمد مبدأ أن مرور فترة على صلاحية الدوء قد تجعل سعر شراءه من المصّنع أقل من الدواء الذي صنع نفس العام .وكذلك الصيدلي الذي يحتكر دواءاً محدداً ذو أهمية كبيرة من أجل تسويقه بسعر أعلى .

ولدينا طبيب الشيطان، ذلك الطبيب الذي يدفع بمرضاه الذين يراجعونه في المستشفى الحكومي الى مراجعته في عيادته الخاصة والمستشفى الخاص الذي يعمل لديه مساءاً بحجة عدم توفر الإمكانات لدى المستشفيات الحكومية وهو ذاته الذي لا يقوم بكامل واجباته الرسمية في مكان عمله الحكومي .

ولدينا معلم الشيطان، وهو ذلك المعلم الذي أصبح شيطاناً بعد أن كاد أن يكون رسولا، وهو الذي يتقاعس عن إداء مهمته النبيلة في المدرسة ليجبر طلبته على الحضور الى قاعات الدروس الخصوصية وفق مبالغ معينة .

ولدينا عتّال الشيطان .. نعم عتال .. يحاول أن يكسب قوته البسيط على حساب أذية الاخرين ومزاحمتهم على طرق سيرهم بقسوة بالغة وبالأخص النساء وكبار السن .

ولدينا عامل نظافة الشيطان، وهو ذلك العامل (الفقير) الذي ينتهز يتفنن في عملية الهروب من العمل وبكافة الطرق المتاحة وهي كثيرة .

ولدينا موظف الشيطان، وذلك الذي يأبى إلا أن يدنس قوة أبناءه بمال الرشوة ويتبع كل ما يتيح له قرينه السيء من طرق الكسب الحرام وهو ذاته الذي يحاول أن يتهرب من واجباته بكافة الطرق .

ولدينا تاجر الشيطان، ذلك التاجر الذي يصر على إستيراد مواداً بأتعس المواصفات من إجل زيادة الغلة من ذلك الورق الأخضر الذي لايبهر إلا عيوناً بقزحية الشيطان .

ولدينا أخيرا سياسي الشيطان وهو على رأسهم بل هو رأس كل رذيلة تبتدع في هذا الوطن، فذلك الذي يصطنع الأزمات ويثير النعرات بين أبناء الوطن الواحد ويحشد كل أمكانياته في سبيل شخصي ضيق الحدود حتى ليضرب بمصلحة وطنه عرض الحائط وهو أشد قسوة وفتكاً على الوطن من كل الذين سبقوه من أرباب الشيطان، ترى كيف سيكون صلاح وطن الحضارات في ظل خيمة الشيطان تلك التي ضربت أوتادها على جسده؟ ذلك ما لاتنفعه رقية ولا حرز، بل حرب بكل إمكانات الحكومة على تلك النماذج التي لا تتورع في هدم صرح وطن نام على آلامه بأنتظار شروق شمس صباحات الأمل الأكبر .. وطن بلا شياطين !

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1427 الاثنين 14/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم