أقلام حرة

فوفوزيلا .. عراقية !

المونديال الأفريقي شكاوى اللاعبين من شدة الضوضاء التي تحدثها تلك المزامير والتي يصطحبها المشجعون الى الملاعب والتي وصف أخطارها بعض المحللون بأنها قد تتسبب الصمم لمستخدميها وتسبب أيضاً في ضعف تركيز اللاعبين في المباريات التي بدأ وطيسها يحمى مع بدأ المباريات القوية في المونديال.

ونحن في العراق لدينا مزمير فوفوزيلا من نوع خاص لم يتم إستخدامه سابقاً ولم يرد نموذج منه في المتحف البغدادي ولا حتى المتحف العراقي إذ لم نرى حمورابي يحمله ولا حتى سنحاريب، وبذلك فهو ليس تراثاً عراقياً .

 الفوفوزيلا، العراقي، تأثيره أشد من ذلك الأفريقي فهو يطير صواب من يسمعه ويتركه مرمياً على أرض ذلك الملعب الكبير الذي يدعى (العراق) .. هذا الفوفوزيلا العراقي هو أبواق الساسة وبعض الوزراء في الحكومة والذين يتحفون مسامع شعبهم كل يوم بأشكال النغمات البشعة التي ما أن تدخل أذنك حتى يبدأ سندانها بالطرق كأنه كسارة الحجر فهو بلا نغمات معروفة موسيقياً وليست له نغمة واحدة بل نغمات مختلفة أغلبها نشاز .. بعضها يقترب من طبول الحرب .. وبعضها كسيمفونية الموتى ، فنحن لم نسمع من تلك المزامير خيراً مذ بدا المونديال العراقي في السابع من آذار من العام الحالي ومن المؤمل أن يستمر العزف حتى تُخرم طبلات آذاننا وهذا ما نتمناه بعد طول ألم .

مزاميرنا تك أشبعتنا بالوعود وبالأمل وأتحفتنا بأرق التمنيات ببلد يقرب من الجنة .. أرقصتنا تلك المزامير من شدة الألم الذي أعتصر قلوبنا على مستقبل هذا الوطن فالكل يَعِد والكل لا يفي بوعوده .. ترى من أخبرهم بحسن صوتهم وجعلوا يختبروا نغماتهم النَشزة على مسماعنا التي أرهقها عويل الثكالى كل يوم من اللاتي يفجعن بمصارع فلذات أكبادهن .. نحن في مرمى النار يُنفّذ الأرهاب علينا ضرباته الحرة المباشرة وحائط الصد غاف في سباته وحارس المرمى لازالت المزامير تطير صوابه وستبقى !  

المبارات مستمرة ومفتوحة،منذ مائة يوم ومنذ أن أنتظم عقد الفرق المشاركة، حيث لا حكام عراقيين ولا أجانب قادرين على حسمها ولا حتى هدف ذهبي ولا تشفع معها ضربات الجزاء التي أهرت جلودنا .

ما أجمل فوفوزيلا أفريقيا فهي ستنتهي مع نهاية المونديال وما أتعس فوفوزيلا العراق فموندياله مفتوح مفتوح مفتوح ..

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

  

  ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1428 الثلاثاء 15/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم