أقلام حرة

الحقائب الوزارية في العراق .. كثرة بلا طائل

 اما الثالثة فهي حكومة ابراهيم الجعفري واخيرا الحكومة الحالية التي استلمت مهامها منذ عام 2006.

 

ما يثير الانتباه في جميع تلك الحكومات هو مجموعة من العوامل... من اهمها تصاعد الارقام في عدد الحقائب الوزارية.. حتى وصل الرقم الى (36) وزارة، وهو رقم غير اعتيادي في بلد كالعراق.. لا توجد فيه خمسون ولاية وليس له مركبات في الفضاء او اساطيل في المحيطات.

 

الرقم كبير جدا ولا يشفع له مبرر التركة الثقيلة لان العديد من الوزارات التي شكلت سابقا لم نسمع لها اصداء حتى في الاعلام فضلا عن الواقع.. لا تجد لها اثر ولا انجاز ولا مشاريع.. حتى اصبحنا نبحث على مبررات لتشكيل وزارات من هذا النوع.

 

لا بل نفضّل ان يلغى هذا النوع من الوزارات.. حيث ان الغائها سيوفر سيولة كبيرة على ميزانية الدولة العراقية وبنفس الوقت يوفر جهود كبيرة على مفوضية النزاهة التي تصرف جهود غير طبيعية حول الفساد الاداري المستشري في الوزارات، ومع ذلك لم تعد تلك المفوضية قادرة اساسا على محاربة هذا النوع من المخالفات. لماذا اصبحت بعض الوزارات تنقسم على نفسها وتنشطر اميبيا بطريقة مثيرة للاشفاق.. ؟ !

 

لماذا مثلا تكون هنالك وزارة للبيئة واخرى للموارد المائية ؟ ثم تكون واحدة للعلوم واخرى للثقافة وثالثة للتعليم العالي ؟ لماذا تكون ست وزارات لشؤون الدولة؟ لماذا تنشطر الطاقة على نفسها فتكون مرة للكهرباء واخرى للنفط.

 

كثرة بلا طائل ووزارات لها سمة الهيكيلة فقط من دون نتائج ملموسة على ارض الواقع.. اصبحت الوزارة تستحدث لارضاء هذا الحزب او ذلك التوجّه.. تفصّل وتشكل بعض الوزارات وفقا لطلبات هذا المكوّن او تلك الاقلية، وتارة لخلق موازنة المحاصصات بين القوى العراقية الموجودة على الساحة بعيدا عن الاستحقاقات التي تتطلبها ضرورة تشكيل الوزارة.

 

هنالك الكثير من الموارد الطبيعية في العراق.. فهل نشكل لكل مورد وزارة؟!! هنالك استحقاقات كبيرة تركتها مرحلة صدام فهل نشكّل لكل قضية وزارة ؟!! البعض يطالب بوزارة للنخيل.. ووزارة للرياح والانواء الجوية.. وزارة لضبط الحدود، وزارة لمخلفات اليورانيوم القاتلة.. وزارة للاهوار، وزارة للعتبات المقدسة، وزارة لشركة نفط الجنوب، وزارة لجبال الشمال ومصايف اربيل او صحاري المنطقة الغربية، وهكذا يكون هنالك تفريخ غير طبيعي للوزارات حتى تناهز المائة.

 

كل ما نرجوه من الحكومة ليس تكرار الوزارات او تكثيرها وتقسيمها بل هو العمل والمشاريع النوعية المطلوبة في بلد لا زال يجتر الخراب، مرة واحدة اجعلوا الوطنية نصب اعينكم قبل كل شئ يا اعضاء الحكومة.

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1083  الجمعة 19/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم