أقلام حرة

العدالة نظرية يستحيل تطبيقها !

والعدالة كمفهوم أرتبط دائما بالانموذج ألالهي بمعنى ان كل العظماء والحكماء الذين نادوا بالعدالة وطبّقوها بشكل نسبي كانوا أما انبياء او اولياء صالحون وانهم ادوات الله على أرضه فهي أذن العدالة الالهية وليست العدالة البشرية ! وعلى الرغم من ان العقل البشري انتج وعلى مر العصور انتج الكثير الكثير من القوانين والانظمة التي تطالب بالعدالة وان هذه القوانين والانظمة تحكم حركة المجتمعات ولكن تبقى العدالة (غائبة) لقصور العقل البشري بالمطلق اذ ليس من المعقول ان لا تطبق العدالة وتبقى في صفحات الكتب العتيقة يتحدث عنها الحالمون الجياع !                               

هناك من يعتقد ان العدالة قد ماتت وليس هناك من يستطيع ان يُحييها وليس هناك من يستطيع تطبيقهاغير التجسيد الالهي (في اخر الزمان) ولان كل المؤشرات تؤكد بان البشرية تسير الى حتفها من حيث الحروب المستمرة والاسلحة النووية والكيمياوية والذرية التي يزداد عدد ملاكها مرورا بالارهاب الذي حول الدين الى حيوان خرافي يأكل الاطفال والنساء ولا تسلم منه حتى الاشجار ... ناهيك عن الفقر والامراض التي تتجدد وكانها تتحدى العقل البشري المتطور كذلك (أمراض قدرة الله على البشرية) هذه الامراض التي لا حلول لها هي اذن قدرة الله التي يعجز الانسان عندها ... ولا ننسى التصحر الذي يضرب الاراضي الزراعية المهجورة اصلا لان الفلاح يتطلع الى عالم التكنلوجيا المذهل ... والاهم من هذا كله هو ارتفاع حرارة الارض وذوبان الثلوج في قطبي الارض ... بعد كل هذا هل هناك من يقول بانه متفائل بمستقبل البشرية ؟! .           

وبالرجوع الى اصحابنا الذين يعتقدون بان العدالة قد ماتت اقول متى كانت العدالة على قيد الحياة ؟ وهل اولئك الذين كانوا يسرقون من الاغنياء ويطعون للفقراء هم اناس عادلون؟ هكذا كنا نسمع الحكايات وهكذا قراءناها ...هل هولاء لصوص ام هم نماذج ملائكية؟ 

لكل ما تقدم اقول ان تعريفي للعدالة هي حقيقة في عقولنا وظمائرنا وهي قيمة عليا لا يمكن لاي شخص ان ينكرها وبالمقابل من المستحيل تطبيقها لان الانسان هو أبن الخطيئة !.  

                

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1437 الخميس 24/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم