أقلام حرة

على الهواء مباشرة / زاهر الزبيدي

وفرشت الموائد وأعدت طاولات الحوار على أحسن مايكون وجلسوا عليها متهندمين ترى الأبتسامة لا تفارق وجوههم ويضحكون ملء أشداغهم، كبيرهم وصغيرهم، وهم كلهم قادة فكل من ينتمي لكتلة أو ائتلاف فهو قائد بغض النظر عن معنى القيادة بمفهومهم .

أقول آلاف الأجتماعات عقدت وبدأ المسؤولون الأعلاميون لأولئك القائدة يصرحون بما يشنف آذاننا من التصاريح التي أن دلت على شيء فأنما تدل على أننا جميعاً بخير والوطن بخير، وأرضه لا تقرضها الأرضة من أطرافها، والمداولات أيجابية ومثمرة وسنعلن عن قريب خلال الساعات ومن ثم خلال الأيام القادمة ومن ثم خلال الأسبوع القادم أو حتى الشهر القادم أو في العام القادم عن نتائج المباحثات .

 وتستمر العملية السياسية والتي وفق تصوراتنا المتواضعة قد أُفرِغت من محتواها الوطني بشكل كامل حيث أضحت المناصب الحكومية هي الأهم من كل العناوين الوطنية التي دخلنا بها الى الأنتخابات والتي بنى الشعب العراقي بأكمله تصوراته على أساسها وعلى ذلك أنتخب من أنتخب وعُزل من عزل غير ماسوف عليه .

ترى عن ماذا يتحدثون عندما يجتمعون؟ لماذا لاتبث أجتماعاتهم ولقاءآتهم على الهواء

مباشرة ؟ اليست بجميعها لاتبتعد عن مصلحة الوطن وهي من أجله ومن أجل شعبه الصابر

 المحتسب، لماذا لا تبث كي يعرف أبناء العراق ماذا يفعل من أنتخبهم بدمائه ؟ أم هناك أسرار محظورة على أبناء الشعب وممنوع عليه سماعها لأنها أسرار سياسية عظيمة لايجوز للفقراء معرفتها .. ياترى ماذا يفعلون بتلك الأجتماعات وكيف يتحدثون .. أم أنهم لازالوا مختلفون على القسمة ! تلك القسم الضيزى التي يحاولون اقتسامها فالكل يريد أن يدفع بمرشحه الى موقع السلطة بغض النظر عن الذي حصل عليه مرشحه والكل يبحث عن الوزارات السيادية وبما أوتي من قوة والكل يدعوا الى حكومة الشركة الوطنية، ولماذا الشراكة الوطنية، لماذا الأنتخابات وأصلاً إذا كانت الحكومة هي حكومة الشراكة الوطنية فأنتم الساسة بجميعكم من كانوا في المعارضة في الخارج ومن هم من داخل العراق تتقاسمون السلطة في العراق وفق جدول زمني محدد كمجلس الحكم المنقرض وينتهي الموضوع أو حتى لو تجرون قرعة كل أربعة سنوات، قرعة شاملة كاملة على كل المناصب وينتهي الموضوع ؟ دعونا من لعبة الأنتخابات تلك والديموقراطية التي بدأت تعتاش على دمائنا بدلاً من أن تسهل لنا أمورنا الحياتية كما في باقي بلدان العالم المتحضر، أنها لعبة كبيرة تلك العملية السياسية التي أدخلت أنفسكم فيها ولستم بقادرين على الخروج منها ولن تقدروا إلا إذا تجاوزتم عقدة السلطة !

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1440 الاحد 27/06/2010)

 

في المثقف اليوم