أقلام حرة

الى السادة المسؤولين المتنعمين بنعمة الكهرباء (غير الوطنية) / جبار عودة الخطاط

الذي اكتنف قطاع الخدمات ولا سيما فيما يتصل بـ (اداء) المنظومة الكهربائية وبعد حالة الغليان الهائل الذي سرى في اوصال الشعب العراقي المظلوم سارعت (الحكومة) الى جملة تدابير ترقيعية لامتصاص غضبة الشعب وكان من جملة هذه التدابير ما اسموه بقطع (خطوط الطوارئ) وهو اصطلاح يعني استثناء الاف المسؤولين والساسة والشخصيات المتنفذه من قطع التيار الكهربائي وهذا يعني ان المنطقة الخضراء و(المناطق الخضراء) الاخرى المنتشرة في عموم المحافظات العراقية كانت تعيش في اوج بحبوحة (البخيخ) في الوقت الذي يصطلي فيه المواطن المسكين من عذابات جمة بسبب انعدام الكهرباء وغيرها من ضروريات الحياة الاخرى

 

لكن الغصة التي تملكت الجوانح هو ان هذا الامر الذي يؤشر عدم استشعار المسؤول بمعاناة شعبة وانه انما لجأ الى هذا الاجراء تحت الضغط الشعبي الذي انفجر ساخطا لانه احس ان من اوصلهم بصوته لسدة السلطة يعيشون في واد آخر لا شأن لهم بالعراق والعراقي وعذاباته المستمره .. اقول حتى هذا الاجراء المتأخر جدا لم يستمر سوى ساعات قليلة لتعود مناطق اهل السلطة الخضراء تتنعم بالكهرباء والكهرباء والكهرباء (غير الوطنية) !! وارجو ان لا تذهبن يعيدا فيجنح خيالك فتحسب ان ما اقصده بغير الوطنية هو الكهرباء المجهزة من المولدات الخاصة بل انني في وارد تصوير الامر الغريب الذي يشي بعدم (وطنية) من يكرس راحته التامة على حساب (المكاريد) الذين لولا اصواتهم لما وصل (المسؤول) الى ما وصل اليه من وجاهة وخضراء نعم والدمن ! المهم وزير الكهرباء وكالة حسين الشهرستاني اكد ان بعض المسؤولين يرفضون تطبيق القرار وعلى رأسهم محافظ بغداد الذي ينتمي لحزب الدعوة الحاكم، !!

 

قناة العالم وموقع قناة الفرات العراقية وغيرها من المنابر الاعلامية الاخرى ذكرت ان خطوط الطوارىء التابعة للمسؤولين في الحكومة «لاتزال موجودة ولم يتم قطعها سوى ساعات قليلة في اليوم الاول لصدور امر المالكي». وهذا ما اكده موظفون في المنطقة الخضراء ومحافظة بغداد !!

فقد افاد الشهود وهم موظفون يقيمون هناك ان المجمع السكني داخل المنطقة الخضراء (مجمع القادسية) تم شموله بالقطع المبرمج ليوم واحد فقط، ثم عاد التيار الكهربائي الى وضعه السابق ولايزال العمل جاريا بموجب النظام السابق المنوّر !. ما يؤكد ان القرار لم يطبق بالطريقة التي تحدث عنها المالكي، تصريح وزيرالنفط ووزير الكهرباء وكالة حسين الشهرستاني في مؤتمر صحفي عقده امس الاول في بغداد، بأن محافظ بغداد يرفض الخضوع للاوامر. ووجه الشهرستاني دعوة الى محافظ بغداد «الى قطع خطوط الطوارىء عن منزله ومساواته مع منازل المواطنين».

.(الوزير وكالة) قال ان قطع خطوط الطوارئ الكهربائية في المنطقة الخضراء وبيوت المسؤولين «وفر نحو 250 ميغاواط لحد الان اضيفت للشبكة الوطنية، فيما اكد مختصون ان خطوط الطوارئ فيما لو طبقت في عموم العراق فانها ستوفر للشعب اكثر من 1700 ميكا واط !! (تصوروا !!) وهذا كاف لتجهيز حوالي ستة محافظات ! فاي اجحاف وظلم هذا بالله عليكم ؟!!

المصيبة ان الاعم الاغلب من هولاء المسؤولين الذين يرفضون شمولهم بتقنين تجهيزهم بالكهرباء اسوة بالمواطن البسيط هم ممن يدعون الانتساب للخط الاسلامي وتلك هي الطامة الكبرى ولا حول ولا قوة الا بالله !!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1440 الاحد 27/06/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم