أقلام حرة

يا وزارة الكهرباء .. يا حكومة العراق اللبيب من الإشارة يفهم / صالح الطائي

أنفسهم فيما لا يعنيهم طمعا بالمكافئات والفوائد الشخصية وهو ما انعكس سلبا على أعمال المؤسسات والوزارات فتأخرت وأخرت أنجاز ما هو موكول إليها فتسبب ذلك الجهل في إيصال شعبنا لأن يعيش حياة لا تطاق فيخرج بمظاهرات عفوية مطالبا بحقوقه الدستورية والشرعية والوطنية، ويقابل بزخات الرصاص  القاتل، وبعد أن تهدأ الأمور لا يحصل إلا على تسويفات جديدة سوف يضيفها إلى (سوف) التاريخية التي رافقته منذ القدم والتي أراها قد تحولت اليوم إلى سيوف قاطعة تبحث عمن تعصب برأسه مآسي وآلام من ملوا الانتظار والوعود الزائفة.

 

تقول القصة:

يحكى في حديث الزمان وليس قديمه: أن راعي غنم فوجئ بسيارة جديدة فارهة تقف قرب  قطيعه الذي يرعاه ليخرج منها شاب حسن الهندام والمظهر ويقول له بثقة مبالغ فيها: أيها الراعي إذا عرفت عدد خرافك بالتمام هل تعطيني واحدا منها ؟

 أعجب الراعي بوقاحته وغطرسته وأجابه هازئا: نعم أعطيك! على اعتبار أن الشاب المعجب بنفسه سوف يعجز عن إحصائها لكثرة عددها.

 فدخل الشاب إلى سيارته وجلس فيها وأخرج  كمبيوترا صغيرا فأوصله بهاتفه النقال ودخل إلى خدمة تحديد المواقع  عبر الأقمار الصناعية (جي.بي.إس) في الإنترنت، وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية، ثم فتح ملفات معينة ثم فتح أحد جداول أكسل، وخلال دقائق  حصل على تقرير طويل قرأه  بدقة وأجرى بعض الحسابات، ثم التفت إلى الراعي وقال له: لديك بالتحديد 1679 خروفا.

 فتعجب الراعي وقال له: صدقت، تفضل باختيار الخروف الذي يعجبك وخذه.

 نزل الشاب من سيارته مرة أخرى وحام حول القطيع طويلا ثم حمل واحدا وحشره في الصندوق الخلفي للسيارة وهم بالرحيل فرحا بهذه الغنيمة.

 فقال له الراعي: توقف، الآن جاء دوري لأسألك: إذا استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك هل تعيد لي ما أخذته مني؟

 قال الشاب: بالتأكيد أعيده لك. ظنا منه أن الراعي لن يعرف طبيعة عمله.

 فقال له الراعي: أنت تعمل مستشارا.

 دهش الشاب وقال: هذا صحيح. ولكن كيف عرفت ذلك؟

 قال الراعي: بسيطة. 

أولاً:  أتيت إلى هنا دون أن يطلب منك أحد ذلك.

 ثانياً: تدخلت في عملي وأنت لا تعرف شيئا عنه.

 ثالثاً:  سعيت لنيل مكافأة عن طريق الإجابة على سؤال غير ضروري أنت طرحته ولم تكن تعرف الإجابة عليه بينما أنا أعرف إجابته سلفاً.

ورابعا: أنت لا تجيد التمييز بين الأشياء ولذا لا تعرف ما أخذت.

 وهذه صفات المستشارين .... على كل حال أرجو أن تخرج كلبي من صندوق سيارتك فإنه ليس خروفا !!

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم