أقلام حرة
طلبة الامتحان الوزاري بين مطرقة وزارة التربية وسندان التوقيتات الغير دقيقة / ابراهيم الوائلي
ووقعت أقدامنا على أعتاب الامتحان الوزاري الذي يسمى في حينها (البكلوريا) وكم كان الهول والهلع يدب في نفوسنا من تلك التسمية ألا أن اطلالة (مهدي قدرة) مدير القاعة الامتحانية والذي هو من أهل الشطرة وكان حينها يسمى المميز ...... استقبلنا بالود والابتسامة ترتسم على محياه ..... طمئننا بان الامتحان يشبه الى حد كبير الامتحانات المدرسية المعتادة ... قدم لنا أقداح الشاي والماء البارد واغرقنا بكلمات التشجيع وكان في ذلك الوقت لاتوجد برادات الماء والثلاجات كما هو الحال اليوم فالرجل يبتاع يوميا قوالب من الثلج الذي دخل المدينة لأول مرة وليس هناك ماء ارو ولم تكن السيارات بهذه الكثافة وكان التنقل صعبا حل الأستاذ قدرة في فندق المحمدي هو وزملائه المراقبين في قلعة سكر هذه هي الحقائق ..... كنا نذهب الى البساتين لغرض المطالعة والكهرباء كانت تنتج محليا نجلس القرفصاء تحت أعمده الكهرباء لنشفي غليلنا من الدراسة ..... التربية أيام زمان الله يرحم قادتها الأفذاذ يقدمون الكثير فالقاعات الامتحانية في عقر دارنا والمشرفون من المدن الأخرى يأتون للسكن طيلة أيام الامتحان أما أعداد الطلاب أنا ذاك يمثل 10 % من أعدادهم اليوم فما الذي حدى بالوزارة أن تنقل الامتحانات الى مدن محددة .......... هل الامكانات المادية تراجعت ووسائل النقل تلاشت والمطابع اختفت وأعداد رسل التربية والتعليم تقهقرت وهل أن شهر تموز أصبح نيسان في تحديد الامتحان وهل تجاوزنا عطلة المسلمين وتعلقنا بعطلة اليهود ..... أنها الغرابة ولاغيرها أنها سنة يراد بها التعريف بأشخاص (خالف تعرف) حتى يذكرهم التاريخ أنها سنة غير حسنة.
أن ازهاق أرواح طلبتنا وطالبتنا الأعزاء من يتحملها لقد ذهب الكثيرون الى جوار ربهم بسبب هذا الاجراء التعسفي علاوة على إن الرحلة نفسها والمروحة ذاتها والقاعة كسابقاتها فما الفائدة من ذلك ....... نحن الذي تعلقنا بالدين وننعق به ليل نهار فكيف نسمح لانفسنا لاجراء يجعل طالباتنا يسافرن الى مدن أخرى لأداء الامتحان في مدن أخرى انه اجراء مستهجن ومضحك وان هذا الأمر الذي استمر لثلاث سنوات لم تقرها العقول التربوية والأخلاق الاسلامية علاوة على ماتقدم فان الطالب يصاب بالهلع والخوف بسبب ابتعاده عن مدينته وبيئتة والتي اعتاد عليها ناهيك عن التصادم في الشوارع وانقلاب السيارات والفواجع الأخرى التي سببها هذا الاجراء التعسفي والعقيم بل نطالب وزارة حقوق الانسان أن ترفع دعوة ضد التربية بسبب هذا الاجراء الخاطئ وما يخلفه ...... أليس من باب الديمقراطية أن يناقش هذا الاجراء باسهاب وحكمة حتى يظهر دقيق ومقبول لكن الوزارة أغفلت ذلك وأطلقت نفسها العنان فما الذي أرادته التربية من هذه الجعجعة والى متى نبقى نصدر التعليمات وعلى الاخرين التطبيق بدون نقاش ..... أن التعب النفسي والجسدي والمادي ظهر واضحا على طلبتنا وان نضع حدا لهذه المخاطر ...... أنني تربوي منذ 45 سنة ولم اشهد مثل هذه التعليمات وقد أفنيت عمري في هذه العملية التربوية واعتقد أن التربية اخطأت في هذا الاجراء وانه محفوف بل المخاطر وعليها أن تعيد النظر بالجدول الاسبوعي وعدد الحصص بعد أن أصبح الدوام خمسة أيام وان تلجا التربية الى عملية تقويم المناهج واعادة كتابتها مرة أخرى وتوزع قبل الموسم الدراسي وتكون جاهزة ولاادري من أين أتت الوزارة بهذا الاجراء ...... هل جاء عن لسان حكماء التربية (جين دوي _ديكارت _فرويد _بافلوف _علي الوردي) وان الله بعون طلبتنا على هذا الاجراء الجائر.
ابراهيم الوائلي
ذي قار قلعة سكر
28/6/2010
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1441 الاثنين 28/06/2010)