أقلام حرة

اللجوء من الجحيم .. إلى المجهول ..! / وهيب الصانع

وراءهم كل غالي ونفيس تركوا الحبيب وضناه دون أي تفكير وهم تحت تأثير نوبات الهلع والخوف، ان كل غالي وثمين مما كسبه طوال حياته لم يعد يسوي شي إمام رخص الدماء المسكوبة من جراء الحروب والفوضاء

آلاف، مئات الآلاف بل الملايين يفرون من الجحيم إلى المجهول لا يحملون معهم سوى من الزاد إلا ما تيسر ووفقهم لبضعة أيام.

قـرب من الماء، حفنات من حبوب القمح، وقليل من السكر الأبيض أنه الوقود الذي يؤدي ويولد الطاقة لاجتياز تلك البراري والقفار أنها آلاف الكيلومترات التي يقطعها الأمل بحثاً عن الأمن والاستقرار بحـــثاً عن اللقــمة والكـرامة والآمـان.

لقد دار الجدل في مطلع القرن الواحد والعشرون وأمسى الخــلاف في العالم حول توصيف كلمة لاجئ لقد أخذ النقاش المستفيض . وقـد أفضى ذاك النقاش إلى عبارة فضفاضة مفادها أن اللاجئ هو كل " من لديه خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد ".

وعلى مرور خمسين عاماً من إعـلان الاتفاقية والتي بلغ عدد عضويتها أكثر من ( 140 ) دولة.

تحقــقت نبوءة الطرف الآخـر من الخلاف فقد زادت مؤشرات اللجـوء في أكثر من دولة وتعددت أسبابة واختلفت أنواعه فـبآت اللجـوء أمـنياً واقتـصادياً وعـرقـياً وديـنياً وسـياسـياً. بل ذهبت بعض الدول إلى منح اللجــوء لأغـراض أخــرى..!؟

أن مؤشر اللجوء في تنامي متزايد ومستمر خصوصا في العقدين الأخيرين ذلك لم يعيشه العالم من مخاض سياسية وأزمات وصراعات هذا بلاضافة إلى عـوامل أخـرى تتعلق بتسهيلات التي تمنحها الدول المستضيفة ..!؟

 

ومع هـذا كثير من اللاجئ اليمن وخصوصاً الصومال والمقمعين في المخيمات منذ اندلاع الحرب يعنون من شح المساعدات ويفتقروا إلى الكثير من الحقـوق مثل التـعليم والخدمات الصحية والدفـاع عنهم أمام المحاكم ..!

برغم من الدور الإنساني المتواضع التي تقدمه الحكومة اليمنية لأولئك ألاجئين ألانـه لا تزال المشكلة قائمة .

وهذا يقـودنا إلى حقـيقة مفـادها أن جيلان بكـاملة سيصبح جاهـلاً وهـذا الجهل سيكون سـبـباً رئيســياً في المستقبل لاسـتمرار الاحـــتراب والإرهـاب ..!؟

 

إن اليمن تعتبر المنفذ الأقـرب الوحــيد لمــثل هكـــذا ظاهره فأشواطها تستقبل يومياً أرتلا من اللاجئين من مختلف الدول الأفريقية فمن يحالفه الحظ وينجـو من غـدر البحر ومكـر المهربين يقع أحـيانا في قبضة سلطات الأمن لذا نرى السجون بعض المحافظات تعـج بالمساجين الأفـارقة،يظل اللجـوء مستمرة طالما بقية الأسباب قائمة..!! .

فالجوع والخــطر هما صنيعة الأزمات والحـروب والصـراعات إنه الفــرار من الجحـيم إلى المجهول ..!!

 

بقلم / وهـيـب الصـانع

[email protected]

كاتب وباحث - اليمن

في المثقف اليوم