أقلام حرة

الأطماع الكويتية في العراق / حيدر مفتن الساعدي

 أقدمت الحكومة العراقية على تسمية سفير لها في الكويت بعد قطيعة دامت لعقديين من الزمن نتيحة لأحداث عام 1990، وخطوة تسمية سفير عراقي في الكويت في هذا الوقت بالذات والذي تشهد فيه العلاقات بين الجانبيين توترآ متزايدآ نتيجة للتعديات والأستفزازات الكويتية المتواصلة هي خطوة غير موفقة،وهي من ضمن الخطوات الغير مدروسة في السياسية العراقية المليئة بالثغرات والعثرات والتي تعكس مدى المزايدات السياسية في عراق أمراء الطوائف والأحزاب حيث كانت الفعاليات السياسية والأعلامية في الكويت تنتظر مثل هذه الخطوة وتدفع بأتجاهها بفارغ الصبر سيما وأن ثمنها المعنوي في الكويت يساوي أضعاف ما تطالب به الخطوط الكويتية،وفي حقيقة الأمر فأن الكويت لا يهمها المليار دولار أو حتى العشرين مليار دولار التي تطالب العراق بها بقدر ما يهمها نيل الأعتراف بها والسكوت على تعدياتها المستمرة وقضمها المتواصل لأراضي العراق ومياهه الأقليمية حتى تم خنق العراق بحريآ .

فبعيد عن الفطنة وغير حصيف من يعتقد لمجرد الأعتقاد بأن الخطوط الجوية الكويتية قد تصرفت من تلقاء نفسها وقامت بالحجز على الطائرة العراقية التي كانت متوجهة الى لندن قبل فترة في أول رحلة لها منذ ما يقارب العشرين عامآ من الأنقطاع حيث رافقت هذه الحادثة زوبعة أعلامية كبيرة وكأن الأستفزاز الكويتي هذا هو الأول من نوعه متناسين عشرات الحوادث اليومية التي تطال صيادي العراق وهم في عرض البحر يبحثون عن قوتهم اليومي حيث يتعرضون للأهانة اليومية وحتى التعذيب النفسي والجسدي الذي وصل الى حد القتل على أيدي ما تسمى بالمفارز الكويتية،علاوة على نشاطهم ( أي الكويتيين) اللافت مؤخرآ في سوق العملة للتأثير على الدينار العراقي والعودة به الى حالة التذبذب وعدم الأستقرار وكل هذا يتم بحجة الأستثمار وهي سياسة تعودوا عليها للأضرار بالأقتصاد العراقي،إضافة لمحاولتهم جعل العراق سوقآ إستهلاكية غير منتجة عن طريق أغراق أسواقه بمنتجاتهم الرديئة والمصدرة إليهم أصلآ من دول آسيوية حيث يعيدون تصديرها الى العراق بعائد مادي كبير يعود عليهم بعد أن تكون صلاحيتها قد قاربت على الأنتهاء أو أنتهت فعلآ عدا عن عشرات المنتجات المسرطنه التي يدفعون بها الى السوق العراقية، وهي خطط جهنمية هدفها تدمير المجتمع العراقي وخاصة أجياله الصاعدة،وزيادة البطالة، وضرب المشاريع الصناعية والزراعية في العراق،وفي خطوة غير مسبوقة وأستغلالآ للظروف التي يمر بها العراق ومحاولة لزيادة مشاكله وتفاقمها قام الشيخ صباح الأحمد الصباح شيخ الكويت قبل فترة بجولة شملت الدول المحيطة بالعراق أضافة لمصر وحسب بعض التسريبات فأن الشيخ صباح حث بعض قادة هذه الدول على ممارسة الضغوط على العراق مقابل بعض الأغراءات المالية الكويتية، حيث تم الأتفاق مع سوريا على تمويل مشروع لزراعة آلالاف الدونمات في شرق سوريا عن طريق سحب مياه نهر دجلة عصب العراق الرئيسي للحياة لأرواء هذا المشروع الضخم بتمويل كويتي وهذا العمل هو نوع من أنواع الحرب يتطلب التعامل معه بحنكة سياسية غاية في الدقة (لا مجال لشرحها هنا حتى لا يستفيد منها أعداء العراق ويعدون الخطط المقابله لها لأجهاضها)، وعليه ندعوا الحكومة السورية لعدم الأنزلاق في هذا المطب الخطير ولا تغامر بعلاقتها مع العراق الذي تربطها معه كثير من القواسم المشتركة من حدود طويلة، وعلاقات أجتماعية كبيرة، ومصالح أقتصادية متطورة، وتنسيق سيتراتيجي بعيد المدى، فليس من مصلحة سوريا حاضرآ ومستقبلآ وجود عراق ضعيف تسوده الفوضى والتنافس والصراع بين مكوناته لأن ذلك سوف ينعكس سلبآ على الفسيفساء السوري بمكوناته الكثيرة والتواقة الى كثير من الحقوق .

في حقفيقة الأمر لا توجد للكويت أي ديون على العراق وأنما هي مسألة أعلامية يتم تضخيمها لحرف الأنظار عن جوهر الخلافات الحقيقية وهي مشكلة تمدد كيان الكويت على حساب العراق فمن سور الكويت بطول الكيلو متر الواحد الى سور بطول 200 كيلو متر يقطع نصف أم قصر ويقف على أبواب الزبير ويلتهم عشرات الآبار النفطية العراقية ويخنق العراق بحريآ، وغير خاف على الجميع بأن ما تسمى بالديون الكويتية ما هي إلا مجرد هبات وتبرعات كانت تغدقها الكويت على النظام السابق الهدف منها إسكات صوت العراق عن المطالبة بحقوقه في الكويت كما كانت تفعل مع الراحل عبد السلام عارف، ومن يحاول من السياسيين والمثقفين العراقيين تحديدآ أن يحصر موضوع الخلاف مع الكويت بالديون فقط فهو يعزف على نفس النغمة التي ترددها الأبواق المعادية للعراق في الكويت .

 

حيدر مفتن جارالله الساعدي

[email protected]

?

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1444 الخميس 01/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم