أقلام حرة

سيدي صعقنا برحيلك ونجوانا لم تنتهِ بعد / جاسم محمد جعفر

... ادخلت في قلوب محبيك وانصارك بسمة ... لن انسى هذا اللقاء ولم ينقطع لسانك عن دعم العراق والمالكي ...وكان حزنك للعراق اثقل من همومك وهموم المرض ...انتفضت بثورة لمن لايدرك عمق الاختلاف في البيت الواحد ... بقيت عيني تحدق في عينيك وكأنها لقاء أخير ... هاج عندي عمق التاريخ فعشت ذكراك فأستذكرت مراحل نمونا وسيرنا في مدرستك ...مدرسة الدعاة ... من ناشئ .. الى شبل ...ثم الشباب ...كأنها قطعة فلم سينمائي يعرض في التلفاز ... احسست انه نهاية اللقاء ... وفعلا ماحدث ... الان كل شئ اخرس ...الانسان والحيوان والجماد ...الكل مبهوت وسكارى كأن الارض قد زلزلت زلزالها ...في هذا ما اصعب الكلمات وما أصعب الكتابة ... ما أصعب أن يكتب البشر من أمثالي عن العظماء... ما أصعب أن أكتب عنك يا سيدي، لا أدري أأرثيك... أم أرثي نفسي.. وأنت اكبر رثاء... في مقتبل العمر كنا شبابا طائشين والكثير منا في الظلام، المارد اللئيم الذي اطلقه فانوس حزب البعث قد قيّد الشباب، ودفع الاجيال الى انواع السباب... حينها كنت نورا وكانت افكارك منارا للشباب... دلنى تعبي عليك... وجدت كتبك عند الدعاة (مفاهيم اسلامية... قضايانا على ضوء الاسلام... خطوات على طريق الاسلام... الحركة الاسلامية هموم وقضايا ...والكثير)  نعم دلني عليك الدعاة ... احسستك جوهرة في لب محار وهو يجمع تعب جيل مدرسة بأكمله.. التهمت.. امتلأت ثقة.. طال ظلك.. طالت قامتي.. تعانقنا من بعيد وتعاهدنا وانت الامام.. صغرت امام شموخك ...كما التلميذ في حضرة أستاذ عظيم... والآن وفي هذه الساعة المتأخرة من هذا الليل يجيء نعيك... العالم يغط في النوم... يا سيدي وانت في عليين فارساً جميلاً وكوكباً تزفه النجوم والاقمار....بينما أنت تترجل عبر الأفق وترحل الى السماء والملائكة مزينين في السماء يهتفون ...سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

لن يكون رحيلك عنا سيدي يسيرا ... وحاجة الفتيات والفتيان تتعاظم وكان المفتاح في معصميك ... نبقى نحن والشباب من حولنا تائهين في أمر ديننا ودنيانا، ننتظر من يقدم  لنا من مدرستك ومن طلابك كأسا رويا يلاقح افكارك وحلولك التي اعتدنا عليها... نحن الان في اول أيام الفراق وفراقك واضح أثره... رحلت واشتعل الحرف بعدك سيدي أكثر... ويتضح الشيء أكثر... تذهب الآن.. للأرض تعبر.. للبحر تصعد.. تكسر القيد وللحلم تمضي تدخل في الأزقة والعروق.. تمتد في جروحي.. أمتد في جرحك.. تشتعل الشمس.. تبدأ.. نتوحد الآن.. تقترب من جمهرة الفقراء.. ونصعد للقدس.. للقمح والماء.. نصعد للمستحيل.

تذهب الآن... لست وحدك... تزفك الأناشيد... البراكين... السيدات... صهيل الخيول... تزفك عيون الدعاة.. عيون الشباب والأطفال واليتامى... وفي مهرجان رحيلك يجيء الشهداء ويمشي المستضعفون لمنضي معاً.. آه ما أجمل هذا الموت لك... وما اصعب هذا الموت على المحبين.  

  سيدي يا ابا علي .. يا سليل الخير ..الى جنان الخلد  فانت خالد مع الانبياء والصديقين والصالحين .. خالد  بفكرك ومنهجك وفقهك ومدرستك .. في يوم رحيلك نقولها بصدق ..عم في العراق الحزن والاسى.. زدتنا أسى لأسانا وحزنا لحزننا  .. فسلام عليك يوم ولدت ...ويوم قدت صحوة الاسلام وجمهرة الدعاة وأجيال الشباب والأمة الى شاطئ الامان ...وسلام عليك يوم رحلت الى ربك راضيا مرضيا .

 

*وزير الشباب والرياضة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1449 الثلاثاء 06/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم