أقلام حرة

مردخاي والعداء التاريخي للإسلام النبوي وأتباع أهل البيت / حامد خضير الشمري

سيدتها أو تعارضها وتفرض ما تريد، وذلك لثقل اللوبي الصهيوني الذي يتطلع الرؤساء والساسة كلهم لكسب ودّهِ من أجل الفوز في أية انتخابات تجرى هناك . وليس هذا بالأمر المستغرب فالدولتان هما إرث ذري انتقل من بريطانيا العظمى بعد أفول شمسها الى الولايات المتحدة. وقد سبق لبريطانيا أن سلمت أولى القبلتين ليهود إسرائيل وسلمت الحرمين الشريفين ليهود الجزيرة من أحفاد (مردخاي) جد العائلة السعودية، وبهذا وضعت أعظم مقدسات المسلمين بيد أعدائهم . ولهذا السبب لم تتعرض السعودية لأي اعتداء صهيوني مهما كان طفيفا . وبناء على ذلك  احتضن آل سعود المذهب الوهابي الذي يمثل الصهيونية العربية حيث يقول مؤسسه الزنديق قبحه الله (عصاي خير من محمد !!) ووضع الشيعة بالتحديد هدفا مباشرا له وعدوا من الدرجة الأولى فأباح هو ونواصبه البلهاء فيما بعد من أمثال الزنادقة (ابن باز وابن جبرين و الكلباني، شيطان الحرم المكي)  قتْلَ الشيعي ونهْب أمواله وانتهاك حرماته وحرموا بالطبع قتل البعوضة وأكل التمرة الساقطة في البستان ما لم يُستأذن  من صاحبه . ولو كان الشيعة (يهودا) كما يروج أعداؤهم  لقبّلوا مواطئ أقدامهم . وبذلك فاقوا المشركين والكفرة والملحدين لأن الشيعة هم الإسلام والإسلام ثبت بإرادة الله وجهاد رسوله وسيف الإمام علي عليه السلام . وقاموا بحملة دنيئة حقودة لهدم قبور الأولياء من بيت النبوة في وادي البقيع وهدم قبر علي والحسين وتفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء والدعوة لهدم هذه المراقد المطهرة مرة أخرى وسخروا  لذلك الأموال  الطائلة وكان سماسرتهم يدفعون بسخاء لقاء رأس أي شيعي يقطع . ولولا الفائدة (السياحية) عندهم لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام لهدموه منذ أمد بعيد فهم أعداء لكل ما يمت الى الإسلام النبوي بصلة، ولا يدينون إلا بالإسلام الأموي الدنيوي الذي يعشش في خرائب عقولهم المعتوهة .وقد كلف آل سعود مجموعة من المسوخ يطلق عليهم اسم (المطاوعة) باحتلال قبر الرسول بثيابهم البتراء ولحاهم النتنة ووجوههم المنفّرة وألسنتهم البذيئة وأيديهم القذرة ليمنعوا الحجاج من الاقتراب الى الضريح الأقدس متهمين إياهم بأنهم مشركون ! ويقولون جهارا أن النبي قد مات وانتهى فقد أنستهم شياطينهم أن الله وملائكته يصلون (على) النبي خمس مرات في اليوم على الأقل . وقد سمع عدد من الحجاج نفرا من هؤلاء المسوخ يقولون : (أما من شيعي نتقرب به الى الله ؟!) ومنهم من يترحم على (وحشي) قاتل الحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم  . وقد زار العراق أحد الرؤساء العرب السابقين من أتباع هذا المذهب المنحرف فسأل عن قبر (عبد الرحمن بن ملجم) ليؤدي له فروض الزيارة و العبادة !!! لقد سالت دماء كثيرة في العالم العربي والإسلامي وبقية بلدان العالم بسبب التطرف الأعمى الذي تغذيه السعودية بالدرجة الأولى، فبهائم الطالبان، والتكفيريون و (إساءة بن لا دنيا ولا دين، والعواهري، والزنديقاوي) وأذنابهم هم مسوخ هذه الحاضنة الملوثة التي تبث قيحها وقبحها ونتنها وسمومها بالإعلام الضال  والمال العربي الذي سرقته عائلة واحدة تحكمت برقاب شعب بأكمله وصادرت حقوقه المادية و الفكرية وفرضت عليه قناعاتها واملاءاتها وألهته بقليل من الفتات . وقد لعبت السعودية دورا كبيرا في إراقة دماء شيعة العراق وإيران إبان حرب الثماني سنوات بإمدادها النظام البائد بالمال والسلاح والدعم اللوجستي . وعندما اندلعت الانتفاضة، التي سماها بعض الطبالين بالغوغاء ثم استبدلوها بصفحة الخيانة والغدر،  أيقظت الرئيس الأمريكي من نومه مكالمة عاجلة من السعودية تخدره من أن (الشيعة) أصبحوا على مشارف نفط الخليج، فما كان من الرئيس إلا أن يعطي الضوء الأخضر لإجهاض انتفاضة الشيعة الذين سبق له أن حرضهم ضد النظام، وسمح للطائرات ذات الأجنحة المتحركة بالتحليق لدكّ المدن والقصبات الوسطى والجنوبية كلها لتزدهر بعد ذلك مزارع المقابر الجماعية والانفرادية للأحياء والأموات معا مما أثلج صدور (الأشقاء !) السعوديين لكي يستعدوا لجولة غدر أخرى .. وظلت السعودية تحوك الدسائس للعراق لا لقيادته الحكيمة، فلقد أفلحت بإلحاق الهزيمة بصدام لكنها لم تكن ترغب بالإطاحة به شخصيا لأنه كان يشفي غليلها بانتقامه المستمر من أعدائها شيعة العراق حصرا وان كان عادلا في ظلمه الذي شمل بقية أطياف الشعب العراقي لكن حصة الشيعة كانت الأعظم .

وقد اشتركت المملكة بقوات برية وجوية في  حرب تحرير الكويت عام 1991 وكانت مفصلا هاما في فرض الحصار الذي أعقب تلك الحرب بشكل أكثر قسوة وبما عزز سيطرة النظام على الشعب ومكنه من التحكم برقاب الناس فكان الجوع والتجويع أمضى أسلحة (القيادة) لإخضاع الشعب ضمن مساراتها المرسومة .  وفي الوقت الذي كان فيه الناس يقتاتون بنظام الغرام والمليغرام من المواد الغذائية كان البذخ الأسطوري سمة من سمات القائد (الرمز) ونخبته المترفة . وانتشرت القصور الخرافية الباذخة في كل مكان وانتشرت كوبونات النفط التي بلغت أرقاما فلكية وأعلن عن التبرعات السخية لفقراء أمريكا بعد ان أغنى سيادته اخر فقير عراقي ولم يبق الا فقراء أمريكا الذين ينفق أفقرهم في يوم واحد ما يفوق الراتب الشهري للموظف العراقي آنذاك فقد كان راتب المعلم والمدرس  اللذين يمثلان اكبر شريحة في المجتمع لا يتجاوز ثلاثة ألاف دينار شهريا أي اقل من دولار واحد في (الشهر) في حين تعتبر الدولة عند خط الفقر إذا  كان دخل الفرد فيها دولارا واحدا في (اليوم) !!

وقد لعب سفير السعودية في الأمم المتحدة دورا بارزا في حرب إسقاط النظام (الذي بات يشكل خطرا مباشرا)عليهم حتى ان الرئيس الأمريكي سأله عن سبب إطالته  لحيته فأخبره انه لن يحلقها إلا بعد إسقاط صدام . وكانوا يخططون لاستبداله بنظام وفق مقاساتهم الخاصة . وإذا كانت القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها قد اجتاحت العراق من البوابة الكويتية رسميا فان السعودية قد سبقتها في ذلك حين سمحت (رغما عنها !) لصواريخ (كروز) و (توماهوك) ان تنطلق من البحر والبر عبر أراضيها وأجوائها وفتحت قاعدة الأمير سلطان وقاعدة تبوك ومطارعرعر للطائرات المغيرة لتنطلق وتحط وتتزود بالوقود (في الوقت الذي رفضت فيه إيران وتركيا استخدام أجوائهما او قواعدهما وأرضيهما . وحافظت السعودية على الاستقرار والتوازن في السوق العالمية للنفط من حيث الأسعار والكمية المطروحة وقدمت السيولة النقدية المباشرة لتوفير الوقود الرخيص لإدامة الآلة الحربية الامريكية وإذا كان المثل الانكليزي يقول   :Much  ado about nothing)  أي (اسمع جعجعة ولا أرى طحنا) فان جعجعة المؤتمرات لوقائع الحرب كانت تسمع في قاعدة (السيلية) في (قطرائيل) في حين كان الطحن يرى  وينهمر ساخنا في مركز قيادة العمليات في المملكة حيث ترسم الخطط العسكرية وتنفذ بدقة على ارض الواقع وكأن السعودية كانت تمسك بعجلة القيادة من المقعد الخلفي .

كل هذا  والسعودية تدعي بحياديتها  وإنها مع تطلعات الشعب العراقي وتدعو الى عدم التدخل في شؤونه الداخلية . لكن وزير خارجيتها بعد ان نفذ صبره وفاح ما فيه غل انفجر على غير عادته متهما أمريكا بأنها سلمت العراق لإيران التي باتت تتدخل في شؤونه الداخلية . وكان كل ما  فعله (الأشقاء) ليس تدخلا. واعترف الوزير موقعا نفسه بإشكالية كبيرة بانهم فعلوا ما بوسعهم لإبعاد إيران عن العراق بعد حرب  تحرير الكويت واندلاع الانتفاضية .وهو هنا يتكلم باستعارة غير خافية احد فحين يذكر إيران فانه يقصد شيعة العراق . ولا مبرر لما قامت به السعودية على الإطلاق فقد تحملت أوزار قتل عشرات الآلاف من الأنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق،  فبأي حق قتلت ؟

وعلى السعودية ان تثبت في الوقت الحاضر أنها تقف على مسافة واحدة  من جميع الأطراف كما تدعى لا أن تعتذر عن استقبال رئيس الوزراء العراقي وتستقبل بالأحضان شيخ الإرهابيين الذي يقول بالحرف الواحد (القاعدة منا ونحن من القاعدة) . وعليها ان تدرك أن أعداد الشيعة في العراق اكبر من أية طائفة أخرى . لذا يتحتم عليها ان تتكيف وتتعايش مع هذا الواقع الذي لا يشكل أي خطر عليها مطلقا . وبعد ان اكتوت السعودية ببعض جمرات نارها التي أضرمتها في العراق خرج مفتيها وهو يدلي بتصريح خجول يدعو فيه خطباء المساجد التي اتخذت ضرارا ان يكفوا عن تحريض (الشباب) السعوديين للذهاب الى العراق وأداء فريضة الجهاد فيه خوفا عليهم وليس على دماء الأبرياء العراقيين لكن(الكلب...اني) لم يرقه هذا فرفع عقيرته بالنباح وحرض على ذبح الشيعة مرة أخرى .وتبعه في هذا النهج المدعو (عدنان العرعور..أو العار عور) بتعبير أدق وهو يواصل قذف سمومه  من  إحدى القنوات المكرسة لشتم الشيعة وأئمتهم تحديدا .  ولكن لماذا يجهد هؤلاء أنفسهم والأمريكان على مقربة منهم في أراضيهم ومياههم ؟ وهل تتجرأ (الشقيقة) السعودية على مهاجمة إسرائيل مثلا كما تهاجم الحوثيين لمجرد كونهم من الموالين لأهل البيت؟ ومن  الغريب والمضحك  أن تشترط السعودية على رئيس الوزراء العراقي  إلغاء الأذان الشيعي أي حذف اسم (علي) مقابل دعم ترشيحه لولاية ثانية .  وعلى السعودية ان تراجع نفسها طويلا وتكف عن مناصبة الشيعة نهائيا وألا تمول او تستميل الكثير من الخونة والطفيليين أمثال   السفياني البشع،الجابي في مصلحة نقل الركاب، والرزّام في دار الحرية للصحافة وشرطي الحماية، واللص الهارب الذي ينعت الشيعية بالصفويين والبويهيين ناسيا او متناسيا ان جلد وجهه الصفيق لا يليق أن يكون خـُفـّا لأي صفوي أو بويهي (ممن يقصدهم) فقد كانوا مجاهدين  حقيقيين في المنفى أيام كان يتمتع بملذات أسياده المحرمة قبل ان يزرعوه للتجسس على المعارضة في الخارج بعد ان اثبت كفاءته في الداخل . لقد هزّ هذا الناعق الأول بالطائفية ذيله للأكراد كثيرا وكانوا يعرفون خيانته وخساسته، وقد سبق لهم ان قتلوا أباه اللص واخفض قرنيه للبعثيين والمهمشين والمغيبين والملثمين والملوثين وكلهم يعرفون وصوليته وانتهازيته وتبجحه بتسليم محافظته للأمريكان بعد إقناعه الضباط والجنود بالفرار قبل المعركة وقد ادعى هذا النكرة الصفيق في صحيفته وفضائحيته ان هناك ارتياحا محليا وعربيا وعالميا لتصريحات وزير الخارجية السعودي التي هاجم فيها الشيعة، وتهديدات الزرقاوي قبل طمره،واتهامات حسني الأبله لأتباع آل البيت بعدم انتمائهم للعروبة والإسلام لعله يحصل على حصته من الأعلاف الخضر التي توزعها الحركة (الوهيونية) على الأبواق المأجورة، وعلى المسوخ الذين كانوا يطلون بكل أحقادهم من على شاشة قناة (الخنزيرة) في (تل الدوحة) وغيرها من القنوات، من المتباكين على عهد الكوبونات والليالي الحمراء والمنح والهبات والهدايا والمكرمات السخية والرواتب الإضافية التي كانت تنهال عليهم في الوقت الذي كانت فيه حصة الفرد العراقي نصف رغيف خبر اسمر يوميا . وبماذا سيجيب  هذا البشعان الهارب دائما لو سئل :  أي الدول اقرب إلى الإسلام والعروبة: إيران أم الدولة التي هربت إليها أول مرة بعد أن سرقت ما سرقت؟ وكيف يكون الشيعي المنتمي الى عشيرة ما صفويا أو بويهيا او قرمطيا او برمكيا بينما يكون السني المنتمي الى العشيرة نفسها عربيا  قحّاً ؟ !

فهل سيحل ذلك السفياني طلاسم هذا اللغز بعد ان يغض من صوته النكير في فضائيته القذرة التي أسسها على أنقاض فضائيته النابحة الأولى؟ اغلب الظن انه لن يستطيع فالرجل مصاب بلوثة تظهر جلية في حركات عينيه وحاجبيه وتقاسيم وجهه المطرّق وعدم اتزانه في جلوسه وسيره . ولهذا انغمس في عالم الغجر ودنيا الهچع والچوبي قبل ان يهرب مرة أخرى لافتضاح بعض جرائمه . لقد ابق حاملا معه (العقيدة والمبادئ) لينشرها في دول المغرب العربي ثم يعود متلصصا الى شام أبي سفيان ليستمتع بها وبه أشباه الرجال حد النشوة!

فإلى متى ستبقى مملكة مردخاي تجند عملاءها للتآمر على العراق أرضا وشعبا؟ أغلب الظن أنها ستبقى كذلك الى أن يكب الله زنادقتها الأراذل على وجوههم في نار جهنم .  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1461 الاحد 18/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم