أقلام حرة

النقاب هو احتقار وإهانة للذكور أولا....ثم... / أشرف المقداد

لكن في الحقيقة النقاب هو احتقار وإهانة للذكور في مجتمع تحتاج إناثه أن "يتنقبن"!!!!!!!!

فماذا يعني هذا النقاب؟؟؟؟؟

هذا النقاب يعني أن ذكور هذا المجتمع "يتمتعون" بغريزة "حيوانية جنسية لا يستطيعون السيطرة عليها أبدا حيث لا تأتمن الإناث على أنفسهن من هجوم الذكور عليهن في وضح النهار وفي عرض الطريق إذا تبين منهن شعر أو وجه أو يدّين!!!!

هذا يعني أن المجتمع الذي تعيش به المنقبات هو مجتمع يعيش خارج القانون أو حتى بلا قانون "ينط" ذكوره على نسائه والحل الوحيد لأمن الإناث في هذا المجتمع هو "تغطية " الانثى وبشكل كامل وبحيث تمشي الأنثى وخيمة على جسدها لمنع الرجل من مشاهدة أي شيء يقترح فيه "انثى" فلا أمان من أن ينط ذكور هذا المجتمع عليهن

كما في مملكة الحيوانات!!!!؟؟؟؟؟

ظاهرة النقاب هي ظاهرة مهينة ليس للنساء فقط ولكنها للرجال وبشكل رئيسي

وهي تدل أيضا على فقدان الثقة بالدولة وقوانينها وشرطتها ومحاكمها

وهي تدل على "شبق " المجتمع الذي يفرض النقاب وعدم سيطرة ذكوره على أنفسهم . والعجيب الغريب أن المجتمعات التي تفرض النقاب هي تدعي أنها أكثر المجتمعات "تديناّ" وخوفا من الله !!!!!

المنطق يفرض أن مجتمعات كهذه أن تكون الأنثى أكثر أمانا وأكثر حرية حتى ....ولكن لا..... أكثر المجتمعات "خوفا" من الله أكثرهم "تغطية" لأناثهم فأين المنطق بالله عليكم هنا؟؟؟؟؟؟

حين تستنكر المجتمعات الغربية وجود هذه الظاهرة بين أظهرهم هم يسألون السؤال المنطقي عن حاجة المتنقبة لهذا الغطاء في مجتمع يتمتع بسيادة القانون وحمايته.

مع كل استنكاري لظاهرة النقاب أنا أستنكر أكثر محاولة السلطات إجبار المتنقبات على خلعه.....!!!!

فليس من مهام السلطة أن تفرض على مواطنيها ماذا يرتدون ابدا.....

اللباس هو خيار شخصي في المجتمعات التي تتمتع بحرية مواطنيها كالمجتمعات الغربية وأي تدخل من سلطاته هو أقرب للعنصرية  من "فرض " ما يسمى بحرية المرأة.

أما في مجتمعات "اللا قانون" كالصومال والعراق فربما النقاب يكون مناسبا لعدم وجود الضوابط والقانون وخطر وضع المرأة فيها والمجتمع ككل

أما في سورية المخابراتية والأمن "الزايد" فماذا يعني النقاب هنا؟؟؟

النقاب يعني فقدان المجتمع الثقة بالسلطة.....لا وبل خوف المجتمع من السلطة نفسها.

وربما ظاهرة النقاب هي في الحقيقة ظاهرة تمرد على سلطة غاشمة وطائفية ؟؟؟

فالنقاب ظهر بعد غزو التتر والمغول واستباحة الشام وأخيرا في غروب الدولة العثمانية التي دأب جنودها على اغتصاب النساء في الشام وغيرها.

ولكن النقاب انحسر وبشكل كبير جدا بعد الإستقلال فما هو السبب لظهوره الآن؟؟؟؟

هذا سؤال في عهدة جهابذة النظام.....فلما هذه الظاهرة اليوم؟؟

وهل فرض السلطات منع الحجاب هو علاج للسطح فقط؟؟

أنا أعتبر ظهور النقاب في سورية هو رمز للتمرد على سلطة فاسدة وغاشمة

هو نوع من العصيان المدني......وما قرار منعه إلا احساس النظام بخطر هذه الظاهرة.....فالنظام الذي يثبت ليل نهار عن ازدرائه لمواطنه من سرقته في وضح النهار إلى التقصير في كل الخدمات الضرورية إلى إفقاره واستعباده لا يهتم بحرية وسلامة إناث هذا الوطن...

وهذه الخطوة ستعزز النقاب ولن توقفه ابدا....

فلا بارك الله بهذه الخطوة التي سوف تزيد من التحكم في حرية المواطن أكثر فأكثر

فهذه الخطوة ليست لمصلحة المواطن بل خطوة أخرى في استعباده

الحل هو في التغيير والتغيير فقط السلطة هي الداء والدواء في سورية

 

أشرف المقداد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1467 السبت 24/07/2010)

 

في المثقف اليوم