أقلام حرة

ثلاث عجاف

والبرلمانيون العراقيون بمبدأ (الديمقراطية التوافقية) إذ أخذت المحاصصة والمحسوبية دورا اكبر من الاستحقاق الانتخابي وهذا شيء يمكن أن يكون نوعا ما مألوفا في ظروف تلك المرحلة، لكن ألان وبعد ثلاث سنين ربما حان الوقت حتى لو كان متأخرا بالعودة إلى تصحيح مسار الديمقراطية في العراق وإلغاء التوافقية  والعمل على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب .

 ما يهمنا في عمر الحكومة نحن معشر المثقفين والأدباء والفنانين وعذرا إذ سمحت لنفسي أن أتكلم عوضا عنهم . لكن اعلم أن البعض منهم يشاركني ما أقول، ما يهمنا وزارة الثقافة التي ضاعت وتلاشت وضاع معها حلم المثقفين بمشهد ثقافي متطور وثقافة عراقية حديثة، وذلك بسبب التوافقية فحين شكلت الحكومة ترأس الوزارة (شيخ جامع) ليتبين فيما بعد اجرامه وإرهابه، ترى أي بصمة تلك في جبين الثقافة العراقية حين يترأس موسستها (شيخ جامع إرهابي) واي ذنب ذلك الذي سيقع على عاتق من رشحه واختاره لهذا المنصب!، وماذا كان يقصد من اختياره؟ . الى هذا الحد يستخف بالثقافة العراقية هذه الثقافة العريقة التي أنجبت أسماء كبيرة في فضاء الفكر والفن والأدب . وبعد إصدار مذكرة القبض على الوزير الذي هرب واختفى بقدرة قادر، ظلت الوزارة عائمة ما بين شارع حيفا وزيونة والموظفون والمثقفون منقسمون في مراجعة الوزارة (العاطلة عن العمل)  طبعا . وجاء الوزير واستبشر المثقفون خيرا، حسب ما أعلنه  هو  ووكلاؤه من تصريحات رنانة ووضع خطط للارتقاء بالواقع الثقافي العراقي وووو الكثير من الوعود التي تبخرت ولم يتبق منها سوى أسابيع ثقافية بائسة تقيمها الوزارة في بعض الدول ومهرجانات اقل ما يمكن القول عنها أنها أصبحت تقليدية من غير فائدة ولا معنى . ثلاث سنين لم تقدم خلالها الوزارة أي نشاط ثقافي حقيقي او احتضان للمثقفين والفنانين والأدباء، لم تقم أمسية تكريم او حتى تبادر الى ردم الفجوة التي اتسعت بينها وبين المثقفين . والادهى من هذا وذاك التقاطعات ما بين قادة الوزارة من الوكلاء والمدراء وسيل التهم التي يوجهها بعضهم لبعض وأخرها ما حدث في مهرجان المربد  من إشكالات عديدة . والادهى  منه السفرات المكوكية للسيد الوزير. أين الوزير، (طار الوزير) إلى أين،الى سوريا ومنها الى البرازيل وبعدها الى الصين او الكويت او بالعكس ثم الى بلد أوروبي وهكذا اصبح وزيرا (ابن بطوطة) اذ يحاول اكتشاف أساليب ثقافية جديدة ليطبقها في أخر شهر من استيزاره على وزارته المعطلة، وحتى يأتي اليوم الذي نسمع به كلمة (طار الوزير) بمفهومها الصحيح دعوة للمثقفين ان يؤجلوا كل أحلامهم بعض الوقت .

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1085  الاحد 21/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم