أقلام حرة

الكتابة كما يجب أن تمارس / الحسين أخدوش

كلا، الكتابة كما ينبغي أن تمارس، يجب أن تتفادى الوظائف المنحطة التي وضعها فيها الكسالى والانتهازيون، تلك الأساليب التعبيرية المنقولة هنا وهناك، تعبيرات غير شخصية، كتابات مقلدة. وحدها الكتابات الشخصية تستطيع أن تحدث الفرق. يجب على الكاتب الجديد أن لا يدمن القراءات، أن يكتب دونما اللجوء إلى المراجع والمصادر، أن يكتب بأسلوب جد شخصي حتى يبرز ما لديه، يصنع الفرق بينه وبين غيره. إننا نحن المتذمرون نكتب بأسلوب رديء جدّا، لكنه حرّ جدّا، وهذا هو الفرق. نكتب كما نفكر ونحس بدون كذب ولا مجاملات، لا نحتاج لمن يقدم لنا شهادة حسن السلوك ولا جوائز مزورة. نكتب عندما نحس بالحاجة إلى ذلك، نصوب نحو الأوهام علنا نسقط منها الشيء الكثير، هذه المهمة صعبة بل مستحيلة على المثقفين الرسميين، الذين لا يكتبون إلا للمناسبات الرسمية. نكتب لأننا نحب الحياة، ولأننا لسنا راضون على الطريقة التي تدار بها، نكتب لأننا نريد أن نحمل على الكلمات تعبيرات مختلفة، أشياء نعيشها بشكل يومي. قد يجد هؤلاء الانتهازيون هذا الأسلوب ثرثرة، لأنهم لا يستسيغون الأسلوب المختلف خاصة إذا كان حرّا وشخصيا. إن الكتابة الجيدة كما نتصورها اليوم، هي تلك القدرة على ترك الرسميات.

 

الحسين أخدوش          

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1470 الثلاثاء 27/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم