أقلام حرة

لو مهندس لو ماعرس ... ولو زراعي لو ماكو داعي / اسامة حيدر

العريس ان كانت خدمية او سيادية اختيارات العروس مثلها عند العريس ... الستر والامان... والنسب الطيب ... بلا بهرجات المهور والاعراس .. مجرد مزيقة وطبل والحك ربعك. يفتخر ويفرح الجميع بالدخلة واليوم السابع ... بعدها تصبح الحياة اعتيادية.. الا بعضا من منغصات العمة .. التي هي الحماة.

 كل شئ تغير... العريس متخاصم مع نفسه .. معارض .. محاجج.. سيادي وسادي تعظمت الانا عنده بعد ان كان يشكو من انا غيره.... حتى الوطن والدين اصبحا سلعة يتاجر بها العريس من خارج وطنه ويدعي الوطنية. كل العالم ينظر لبقية العرسان من خلال جواز سفره كتعريف باوطانهم كي لاتترك اي ضغينة او تفرقة ... لا بديانتهم او معتقدهم او اموالهم المنقولة وغير المنقولة كما يحصل مع كل عرسان المنطقة التي نحن فيها. تطورت الصورة برموش جديدة صارت العروس برلمانية وسياسية وناطقة باسم الزلم والخير وفير من عريس وزير ...لكن الجميع لايعلم ولا يجد من يعلمه عن خطورة ضياع العناوين وضياع هويات العرسان والعرايس .

استذكر نوادر الشيخ نصر الدين افندي ( جحا ) وهو جالس على منبر الوعظ وقال : ايها الناس هل تعلمون ما ساقوله لكم ؟

فاجابه السامعون كلا لانعلم. قال: اذا كنتم لاتعلمون .. فما الفائدة من التكلم . ثم نزل..وعاد في يوم اخر فسئالهم نفس السؤال فاجابوه هذه المرة نعم نعلم فقال: ان كنتم تعلمون فما الفائدةمن الكلام؟.. فحار الحاضرون من امرهم واتفقوا فيما بينهم , على ان تكون الاجابة في المرة القادمة متناقضة قسم منهم يجيب نعم والقسم الاخر يجيب لا.. فلما اتاهم المرة الثالثة

كرر نفس سؤاله الاول : اختلفت اجابات الناس بين نعم ولا ... فقال لهم: حسنا جدا ... مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم ..

جحا كان يعلم ان مصايب الله ستقع على ناكري نعمة السقوط وعن حزن فراق العرايس ... التي تجاوزت عدتها عدة البقاء في البيت بعد موت العريس اربعة اشهر وعشرا ...فوجب على العريس ان يلزمها كذلك... . جحا كان يريد ان يقول لا طيب الله ذكر دول الجوار وامريكا على غشهم وانقلابهم الفاشل في نتائج الاعراس ونشاز المزيقة التي طغى طبالها على لون الانامل فتقارب المهر الاجل والعاجل , فتساوت الكرعة وام الشعر . وصار الكتكوت ديج وتغير برج الجدي الى تيس .

وضاع الداس ياعباس ... لا جحا يعلم مايقول والناس بين نعم ولا وبين حانة ومانه .... ومايحلها الا النبي سليمان الذي تعلم منطق الطير ليخبرنا الهدهد عن مملكة لانعلم اسرارها او ما سيجري بالناس والوطن........ وساسة المعارضة وجار السوء يفتشون عن اول طير علم الانسان كيف يدفن اخاه .. فكانوا مع الغراب لها.

لا للمهندس والزراعي والملازم ..... كلها تريد اهل الحواسم..... ولو حجا عالمنبر لو ملازم.

اسامة حيدر

29 تموز 2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1472 الخميس 29/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم