أقلام حرة

عاجل .. عاجل إطلاق رصاصة الرحمة على الدستور العراقي / إسماعيل البديري

والمتقدمة لأنه عقد بين الحكام والمحكومين ومنه تستمد السلطات شرعيتها .

سمو الدستور مبدأ من أهم المبادئ الذي كان على السياسيين العراقيين احترامه و المحافظة وعدم التجاوز عليه  وحسب ما جاء في نص المادة (13 ) ( أولا ـ يُعدُ هذا الدستور القانون الأسمى والأعلى في العراق، ويكون ملزماً في أنحائه كافة، وبدون استثناء ..

ثانياً :ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع هذا الدستور، ويُعد باطلاً كل نصٍ يرد في دساتير الأقاليم، أو أي نصٍ قانونيٍ آخر يتعارض معه )

لكن سياسيينا حصدوا قصب السبق في التجاوز على الدستور، فرحين ومستبشرين بفعلهم بعد أن اصطدم مبدأ سمو الدستور بمصالحهم ففضلوا مصالحهم  على سمو واحترام الدستور ولم لا وهناك الكثير من الوعاظ أصحاب الأصابع الطويلة والوجوه التلفزيونية من أصدقاء الكاميرات والذين لا عمل لهم سوى التصريحات الرنانة وتزييف الحقائق وكان العراق خال من الخبراء القانونيين وغير القانونيين.

السوآل الذي يحتاج إلى إجابة هو من المسئول عن حماية وصيانة الدستور؟

يأتي الجواب من خلال نص المادة الدستورية (67 )  

( رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه، وفقاً لأحكام الدستور)

على رئيس الجمهورية وحسب المادة أعلاه واجبا وطنيا هو المحافظة على الدستور وقد حلف اليمين الدستوري على ضمان الالتزام بالدستور وان عدم تطبيق المادة أو إعمالها عندما تحتاج إلى التطبيق  يخلف أثرا قانونيا بحق رئيس الجمهورية وكما جاء بحسب المادة (61 ) سادسا ب (ـ إعفاء رئيس الجمهورية، بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء مجلس النواب، بعد إدانته من المحكمة الاتحادية العليا، في إحدى الحالات الآتية:

 1ـ الحنث في اليمين الدستورية

    2ـ انتهاك الدستور

    3ـ الخيانة العظمى

ولكن كيف يتم تطبيق هذه المواد الدستورية وبرلماننا لا ينعقد ومعجب حد الإعجاب بالجلسة المفتوحة وأعضاء البرلمان ليس لديهم عمل سوى تناول الشاي والحديث في مقهى البرلمان وعلى مبدأ ( موافج )يحركهم ثلة قليلة من الأكابر والرواتب ماشية والشبعان ميدري بالجوعان.

الفوضى الخلاقة التي يمر بها العراق الآن المستفيد منها السياسيون والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يعتقد السياسيون وهم واهمون  إن لا حول له ولا قوة.

لا خدمات تقدم والعذر تشكيل الحكومة ،  الكهرباء مد وجزر بطالة شل كامل لمرافق الدولة والفساد يصول ويجول ويقول هل من مبارز؟ لا مبارز اذ كل السيوف اكلها صدا الفساد 

وقد تم بعون الأخوة الأعداء السياسيين العراقيين إطلاق رصاصة الرحمة على الدستور العراقي الذي كتبوه في عام 2005 وبعد أن استلموا أجورهم عن كتابته كاملة وبالعملة الصعبة .

  

إسماعيل البديري

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1474 الاحد 01/08/2010)

 

 

في المثقف اليوم