أقلام حرة

 ليس لأنها اكتسبت مناعة جينية ضد هذا التطور الطبيعي، بل ربما للاحتفاظ المسلي بالنماذج الذي تعمل الثقافة العربية على تكريسه منذ مدة طويلة. لقد كان نيتشه محقا حين أدرك أن البشر الأفظاظ، قد يشكلون بقايا بعض المراحل القديمة، ذلك أنهم كائنات متخلفة جدّا ولم يتطور الجانب العقلي فيهم بسبب عوامل متعددة. لكن وبالإضافة لهذا العامل، فإننا نرى أن المزاج الثقافي العام الذي يسبح فيه مثل هؤلاء الأفظاظ، يشجع بالضرورة للإبقاء على هذه النماذج ربما للتذكرة بالماضي الغابر للإنسانية. لهذا السبب يمكن لعلماء الثقافة في الوطن العربي أن يدرجوا عامل الاحتفاظ المسلي بالنماذج المنحطة في فهم هذه الظواهر البشرية التي لم تعد تؤدي أية وظيفة تذكر غير التسلية الفلكلورية.

الحسين أخدوش