أقلام حرة

انحطاط الفن التجاري / الحسين أخدوش

أصبح العامة من الناس لا يأبهون لهذه المسألة، فهم منشغلون أكثر بجوانب الإثارة فقط. فمثلا، كانت الموسيقى الشعبية في أصلها نوعا من الاستشفاء، وكانت تتمتع بقداسة فطرية تتحول بواسطتها إلى احتفال حقيقي، وليس مجرد بهرجة ماجنة كما في سهرات الليل. لكن، وبمجرد ما أصبح الفن سلعة مربحة تخدم الجيوب الفارغة، بدأ يفقد قيمته الحقيقية، وأصبح الفنان تاجر  يلهت وراء الدراهم المعدودة. لقد فقد الفن اليوم أهم شيء يملكه، أهم سلاح يمكنه أن يستخدمه للخلود، إنه الإبداع! هؤلاء ليسوا فنانين، بل مهرجون في كل الأماكن، لا يتقنون غير تصنع السعادة الزائفة على محياهم برباطة العنق والملابس المزركشة، كما لو كانوا أمراء من ذهب، وهم في الحقيقية تعساء جيدون. آه لو كان هؤلاء يعرفون كم هم تعساء!

 

الحسين أخدوش

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1481 الاحد 08/08/2010)

 

في المثقف اليوم