أقلام حرة

من يستحق ان يكون وزيرا للثقافة العراقية ... في المرحلة القادمة من تاريخ العراق المعاصر؟ سعدي عبد الكريم

والتي تطرح على الموائد النقاشية النخبوية في الأوساط التي يجتمع فيها جل رجالات الثقافة والأدب في العراق وخارجه، وهي تستقر في ذاكرة الشغف ألتغييري، لوجود هوة سحيقة في مساحات الفراغ في قيادة الدفة الريادية في الثقافة العراقية المعاصرة .

وهذا ما يذهب اليه العديد من رجالات النخبة في الثقافة والأدب العراقي في الداخل والخارج، وقد تتمظهر جل هذه المهمات التساؤليه الخطيرة والتي لا تعنى فقط بتعزيز الفهم ما بين الإشارة بالبنان الواضح اليقيني الى (الرجل) الذي يستحق ان يرتقي منصب وزير للثقافة العراقية فحسب، بل تذهب التخييلة العاقلة والمتخمة في الفهم الأكاديمي والعلمي والابداعي الراق، في من هو (الوزير) المناسب، الذي يستطيع تأثيث المشهد الثقافي العراقي تأثيثا ابهاريا مهنيا ومؤسساتيا عاليا، وينقله من حيز المحلية الى الحيز العربي والعالمي بجل مخاصب الثقافة والأدب والفن الإبداعية الراقية، والتي تسكن لواعج الذات المنتجة العراقية المبهرة، والتي أثبتت وعلى صعيد مراحل عديدة من تاريخ العراق المعاصر، ان لها حظوة استثنائية في موقعة التنافس الثقافي والأدبي والفني فوق المنصات العربية والعالمية .

والسؤال هتا ترى من يستحق ان يكون (وزيرا) للثقافة العراقية في المرحلة القادمة ؟!! كي ينصفها من الحيف والظلم ومكامن الانحسار الذي وقع عليها .

إن المرحلة القادمة من تاريخ العراق الثقافي الجديد، مرحلة مهمة من مراحل تطوير ملاحق الثقافة العراقية بجل مخاصبها، إذن علينا ان نفكر مليا ًً في تنصيب وزيرا للثقافة، لأنها مهمة من أصعب مهمات الرقيّ بالدولة العراقية، وقد يكون منصب وزير الثقافة من الأهمية التي لا يشاطرها عليها احد من الوزراء، لان الاقتصاد والبيئة والنفط والمواصلات ..الخ ... مهمات لا تهم الجملة اللغوية لباهرة والتي تقع عليها ملحمة توصيل صوت الشعب العراقي الى العالم،وتنشيط مفاتن الحكمة والأدب والثقافة والفن بشيء يدعو للفخر والكبرياء او علو الأعناق داخل المحافل الثقافية والأدبية والفنية العراقية .

إذن علينا وجوبا .. ان نجد (الرجل) الذي يستطيع ان ينقل الثقافة والأدب والفن العراقي نقلة نوعية الى الرفعة، وان يكون من طراز النقالات ذات الفهمية العالية .، لان الثقافة والأدب، ملحمة كبرى من ملاحم التوأمة بين النصب المؤطرة بالتوأمة بين السياسية والثقافة، وبكونها صوتا عاليا يعلن عن تاريخ حضارة عراقية التي ابتدأت منذ سبعة قرون قبل الميلاد، والنصب المأخوذة بشغفها وديدنها الأدبي والثقافي العالي المتألق، والذي من جل مهامه ان يظهر الوجه الحضاري للعراق الجديد الذي نتطلع الى بناءه جميعا بدءً من ابسط مواطن الى قمة الهرم النخبوي الثقافي العراقي .

وربما تقودنا تلك الدهشة التفكرية اللحظية والتاريخية، والتي تستقر داخل ملامح التغيير الى فضاءات تواقعية، في إيجاد بدلائل نوعية والنموذجية مقنعة وراقية، لترتيب أوراق الثقافة العراقية في مشهدها التكويني التراتبي الحالي، الذي يستدعي الوقوف في حضرتها مليا، وهي بالتالي ستقودنا أيضا الى منطقة الاشتغال الفاعلة والمتفاعلة مع الثقافة والأدب العراقي برمته، لننتقل بالرمة الى منطقة اشتغال حضور حقيقي لـ(وزير الثقافة الجديد) باعتبار ان النخبة الثقافية هي الوجه الحضاري للعراق، وهذا الطراز من التوقيع التوازني الحضاري المميز، لم يشتغل عليه العقل العراقي فقط ، بل اشتغلت عليه العقول الكبيرة في جل بلدان العالم المتحضر ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، لان مهمة قيادة دفة الثقافة والأدب والفن في العراق، هي مهمة لا يمكن البتة ان يقودها إلا من اشتغل في مسامات رحمها الولادة، ومن ثم لا يمكن لأحد ان يشغل هذا المنصب، إلا وهو يحمل تلك الهوية الثقافية والأدبية والفنية الفائقة الدقة، ولجواز مرور انتمائي عراقي بهي، ليثبت بأنه ابن بار للعراق أولا، ومن ثم ابنا ملتصقا بهذا الوسط الثقافي المظلوم، الذي عانى، وعلى مدى العقود الأربعة المنصرمة البائدة، وما يزال يعاني وبذات القدر من ملامح التعسف والظلم من خلال الدوائر المغلقة، والحجر السياسية الموصدة الأبواب بوجهه، وربما ستكون السمة الرئيسية في رأينا لكي يكون وزيرا للثقافة العراقية، علية ان ان يكون غير مغادر لمراحل النزف اليومي لادلهما ليالي المثقف العراقي في مراحل الازمات السالفة التي اثبتت براثنها في جسده الجليل، أي بمعني ان يكون ابن العراق، وان يكون فحلا ثقافيا اصيلا بقيت جذوره ثابتة في عمق تراب النخلة العراقية في الأرض، لان النخل لا يغادر جذره النابت داخل ارض العراق، لا في  البصرة، ولا في بغداد ، ولا شمالنا الحبيبي .

ان الاستظلال تحت خيمة عقل ثقافي وفني وأدبي، مهموم بمشاغل الثقافة والأدب والفن في العراق، هي من شرائط المرسوم الوزاري والبرلماني الجديد، الذي سيحدد لنا من هو (الرجل) الذي يستحق ان لا يجلس على كرسي وزارة الثقافة، بل يظل واقفا، لتشييد عرش الثقافة والأدب والفن العراقي، ويؤثثها تأثيثا جديدا ويرتقي بها صوب ملاحم الحرف الأول العراقي الذي علم البشرية جمعاء صياغة الكلم، ويحمل داخل مناخات أفكاره الجديدة، أفكارا ً ذات طابع أكاديمي وعلمية محض، والشرطية الي يلح الى فضاءاتها الواسعة المشرئبة صوب الخلاص، او يؤكد عليها وباصرار المثقف العراقي، ان يكون (الوزير) الجديد الذي سيقود دفة الثقافة العراقية، في المرحلة القادمة، (رجل) ثابت في عبق تراب الأرض العراقية المقدسة، ولم يغادرها وهو يعاني ويحمل الهم الثقافي والأدبي والفني العراقي في محنه الكثيرة،  والتي لم تثبت سطوتها الخائبة داخل العقل المفكر النير، بل ورفض ذات العقل (الجديد) جميع الإغراءات الزائلة حتى لا يكون أداة للفكر السلطوي الدكتاتوري السابق، وظلت السلطة تلاحقه من اجل ادلجة أفكاره الباهرة، لكنه وقف كالنخلة العراقية الشامخة، بعلو كبرياءها، ونتاجها الابداعي بجل ملاحقه، وهو يمثل لديه كنتاج (التمر ألزهدي) كما هو الأدب، وكما هي الثقافة، وكما هو الفن، الذي ينتج (ثمرا) إبداعيا رائعا وراقيا يبهر أنظار الكون، لأنه يطلع من رحم علو النخل العراقي الشامخ الأشم .

ومن خلال هذه الاستفاضة في المقدمة الاستهلالية، والتي ستقودنا بالتأكيد، وباعتبارنا مشتغلين في منطقة الكتابة والنقد الأدبي والفني ومخاصب الفنون المحاذية الأخرى، وضمن رؤيتنا الثاقبة المبصرة، وعلى ضوء اجتماعاتنا النقاشية الثقافية والأدبية والفنية اليومية مع النخبة الثقافية والأدبية العراقية، وفي جل المحافل والمواسم الثقافية والأدبية والفنية ، التي لا تخلو من الاختلاف في الرأي، لكننا نجتمع جميعا على أن من يستحق منصب وزير الثقافة العراقية في المرحلة القادمة الخطيرة هو (الدكتور شفيق المهدي) لانه وباتفاق أراء جميع أدباء ومثقفيّ الداخل والخارج، الذين لي معهم علاقة ذات طابع أدبي وثقافي من طراز رفيع وهم أيضا من الأسماء ذات الوزن الثقيل، تجد منهم الخمسيني مثل الشاعر العراقي الكبير(يحيى السماوي) الى المرحلة التالية لحد هذه الفترة من مرحلة الثقافة العراقية، دون ذكر أسماء، لأنها لا تعد ولا تحصى .. في منطقة التأييد في اختيار (المهدي) وزيرا للثقافة العراقية الجديد ..

إن توافقنا وبالإجمال في الرأي على ان (د. شفيق المهدي) هو الأصلح لقيادة دفة وزارة الثقافة العراقية ؟، لأنه لا يعرف الجلوس على الكراسي الرفيعة الفارهة العالية، بل هو مثال راقي للمثقف والأديب والفنان المهني المتجول، الذي يرى هموم المثقف والأديب عن كثب، ومن داخل ذاك الهم، ولا يسمع الهمس، لكنه يسمع بالأصوات الفهمية العالية وفي وضح النهار، وهذا ما اثبتته التجربة بقيادته لدفة ادارة دائرة السينما والمسرح، فتجده حركة دءوبة مجبولة بالخلق الحديد على كافة الأصعدة الفنية والأدبية والثقافية في الداخل والخارج .

هكذا (رجل) وبهذا الحجم من التقدير والقناعة من الجميع، وبهذا المستوى من النوعية الفائقة من الدراية الأكاديمية، والعلمية، والثقافية، والأدبية، والفنية الراقية، في تقدرينا يستطيع أن يرتقي بالثقافة العراقية، بل ينقل واقع المثقف العراقي من حالته المعاشية المهينة هذه !!! الى منطقة الإشباع، لكي يكون المثقف العراقي قلما ناتجا مؤثرا وفاعلا ومتفاعلا مع إرهاصاته أولا، ومن ثم إرهاصات الذاكرة الجمعية العراقية بالرمة ثانيا . فالاتفاق الجمعي هذا، علــى ان (د. شفيق المهدي) هو (الرجل) صاحب الخبرات الطويلة، وصاحب المنتج الإبداعي الأدبي والثقافي والفني والأكاديمي والتنظيري ، ولانه كمثقف واديبا اشتغل في منطقة الفن طويلا، فلم لا نرى الصورة بوضوح تام بان (شفيق المهدي) هو الرجل الأصلح لإشغال منصب وزير الثقافة العراقية في المرحلة القادمة، لأنه أكاديميا وفنانا ومفكرا ومثقفا وأديبا ومنظرا، وبقيّ ثابتا كالنحلة في ارض العراق أيام محنه، وهو الصوت المعارض العالي في وجه الطغاة أبان العهد البائد، اعتقد ومعي جل المثقفين والأدباءالعراقيين في الداخل والخارج ان مثل هكذا أنموذج أنساني وأخلاقي وأدبي وثقافي وفني هو الأصلح لان يكون وزيرا للثقافة العراقية في المرحلة القادمة....

ضموا صوتكم معنا نحن النخبة من المثقفين والأدباء العراقيين في الداخل والخارج لكي ننتخب وبإصرار (د. شفيق المهدي) وزيرا للثقافة العراقية في المرحلة القادمة .. وليس من المهم ان تعرف الرجل عن كثب، لكن المهم في المسالة بكليتها ان ترى منتجه المؤسساتي والمهني والثقافي والادبي ونشاطه الفني الفائق الروعة، وفي اعتقادنا الجازم ان (المهدي) لا يعشق الجلوس على الكراسي طويلا، لكنه يعشق الترحال في متن التجارب الحداثوية التجديدية التي تجعل من علم العراق الجديد يرفرف فوق رؤوس الإشهاد، على المستوى العربي والعالمي وعلى كافة الأصعدة الثقافية والأدبية والفنية .

 وحتى لا تبتعد عن المضمون .. نحن نقترح اختيار (شفيق المهدي) وزيرا للثقافة العراقية في المرحلة القادمة، لا لشيء .. إلا لأنه الأصلح .

ضموا أصواتكم معنا .. ولنشتغل بهذا الاتجاه من اجل ان نرتقي بالثقافة العراقية، لأنها عانت كثيرا، وكفى معاناة، وكفى قهرا .. وكفى تعسفا، وكفى جوعا للمثقف والأديب والفنان العراقي ...

وليكن الوزير الجديد (د. شفيق المهدي) هو المخلص القادم، للمثقف والثقافة العراقية .

 

سعدي عبد الكريم / كاتب وناقد

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1482 الاثنين 09/08/2010)

 

في المثقف اليوم