أقلام حرة

رسالة الى اهل النار / حسن الشرع

وضعت نفسي في هذا الموقع لاخبر الناس بما اراه، كما هم اهل الاعراف،  فالموضوع ليس امانيا تسللت الى نفسي المنكوبة وروحي المتطلعة ولا املا ارجو ان يطول فاحرز ما انا بصدده، انما هي تضحية ارجو ان تضاف الى تضحياتي دون منة ولا اجر مؤخر او مقدم كما ينتظر اهل السياسة والدين والمال واللصوص، نعم ساضحي في ان اكون في الجنة بعيدا عن اهلي في العراق الذين يكتوون بسعير الظَلَمة من الذين فرقوا او (فارقوا) دينهم وكانوا شيعا فاعماهم فعلهم عن النظر الى آلام رعاياهم.ساخاطبهم بمنطقهم مستعينا بعباراتهم لا اعرف ان كان هذا عبثا ام انه امر ذي جدوى لكني لن اخسر شيئا ان خاطبتكم، اكاد اعرف بعضكم واستغرب من وجود الكثيرين ممن ظننت مكانهم ليس معكم، ليس من بينكم راقصات او عاهرات كثيرات الا من كن على شاكلتكم فانفتحن لكم وسررن بما بما في جيوبكم من اوراق خضراء وحمراء، لكن اكاد المح الكثير من اللصوص ورجال الدين والسياسة والمال والنفوذ .لم اجد بينكم الكثيرين ممن كانوا يحذروننا منهم من الشعراء والمغنين والفلاسفة، كما اني اجهل الاسباب التي كانت وراء حشركم هذا ،  هل كانت المعاصي او الشطط  في الاعتقاد ام الانغماس في الملذات؟ لقد نجيتم من اقامة حد الشرع  عليكم على الرغم من انكم لم تقوموا بفعلتكم خلسة ولم ارى فيكم من قطعت يده او او يده ورجله من خلاف لكنكم الان في وضع اشد حرجا و قسوة حيث لا مهرب من السعير، لقد بذلتم قصارى جهدكم من اجل ان تخفوا لصوصيتكم وتظهرون بمظهر المصلحين وهاأنتم هؤلاء وهؤلاء لصوصا ورجال دين وسياسيين مفضوحون امام الخلق كله، ولسان حالكم يقول ليت عقاب الدنيا يجزي عن عقاب النار ويسقطه، لم تسرقوا ربع دينار فيعفوا عنكم من يعفوا وحسب بل سرقتم امال من ائتمنكم او خدعتموه ليقول لكم ان حصتي من المال ذمة في رقابكم لكن انفسكم زينت لكم فعالا كانت بالامس تستهجنها السنتكم وتانف منها سجاياكم كما ادعيتم، سرقتم قوت الفقراء وسجلتموه مالا حللتموه في حسابكم، سرقتم انعما مخولين بتوصيلها الى مستحقيها سرقتم عمر الفتيات والفتيان وتجاوزتم على وقار الشيوخ  بل امتدت ايديكم الى هدايا الاطفال.

اما انتم يا من خدعتم الملايين بلحاكم وعمرة رؤوسكم وجلابيبكم وعباءاتكم التي صورتم للناس ان هذا هو لباس اهل الجنة فقد سعيتم الى اشاعة الفقر والمنكر والفحشاء واستعملتم الجهل والدجل وتشاركتم مع اللصوص، فابحتم لانفسكم ما استنكرتموه على غيركم وحرمتموه على سائر الضعفاء فغنتمتم ما خسرتموهم من الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من اوراق التحويل الخارجي والعقارات والشركات، وانتم تعلمون بما اصبتم من الباطل وما جانبتم من الحق وما انفقتم وما ادخرتم وما سرقتم وما غنتم بغير حق من اموال اليتامى والفقراء والمساكين وسائر من ائتمنكم فكم فتوى اطلقتموها في غير زمانها ومكانها فهذا يفتى بحرمة التبغ الاميركي ويحلل السيكار الكوبي واخر يفتى بشؤون الصلاة على سطح القمر تايتان ورابع يهتم بتحريم التعطير بالعطر الفلاني وغيره متخصص بفتاوى الفواكه والخضروات وتحريم خلطها مع البعض بغير عقد نكاح دائم معلوم المهر حاضره واجله، تاركا ما يعاني الناس من شحة ذات اليد والكثير منهم لا يجد له ماوى يستضل به من سعير تموز العراقي الذى هو ادنى بدرجة واحدة عن سعير جهنم حسب مقياس دائرة الرصد الجوي في مطار الفرات الاوسط الدولي .

اما انتم معشر السياسيين فانكم شر مكانا واهون على الناس ممن سبقوكم فقد قفزتم الى الامر وتقمصتموه وهو ليس فيكم وعملتم لانفسكم ورغباتكم وطلبتم مساندة اللصوص و المتخلفين من لصوص الدين ودجاليه  وتركتم من ادعيتم نصرته وراءكم ظهريا، الناس يتحدثون عن ولاء اختزنتموه لبلدان غير بلدكم وشعوب غير من خدعتموهم بدينكم وعلمكم فاطمأنوا لكم قبل ان تطعنوهم وتنتهكوا حرماتهم وتستبيحوا كرامتهم  بغيا .لم تتتحلوا بالشهامة ولا بالامانة والصدق وكنتم ظهيرا لمن نال من الجياع والمعوزين، اما عائلاتكم من اهليكم وذويكم فقد وضعتموها خارج ولاية الدستور الذي وضعتموه لهم ما استفادوا وابعدتموهم عنه ما بغوا .

اما انتم ياهل النفوذ والمال ممن اختزنتم ارث التخلف العشائري فستمتد لكم لعنة اللاعنين كما لعن اباكم من الاقطاعيين من قبل، انتم ومن زين لكم العمل في ما انتم لستم باهل له، مقابل القوة التي وضعتموها بين يديه من رجال السياسة والدين واللصوص وقطاع الطرق .

من المثير ان اجد الراقصات وبنات الهوى تسخر منكم ففيهن من سقت كلبا او اطعمت قطة والكثير منهن انفقت الكثير على الفقراء والمحتاجين او انها في الاقل لم تعمل على اشاعة الفساد في الارض والفساد هو ليس الفساد الذي تروجون له انما هو فسادكم وافسادكم، لا ادري ربما كانت لاحداهن كرامة ان تشفع الى احد منكم رغم اني اظن ان شفاعة الانبياء ستنحبس عنكم ولن تقبل منهم شفاعة لكم ان حصلت فكيف بشفاعة راقصة.

لم اسمع عن فتوى بحرمة المال السحت ولا القتل العمد  ولا التقصير باداء الواجب، كما اني لم ار من لم يخلف الوعد من سياسيي الغفلة من كبرائكم وصغاركم الذين استجلبتموهم على الضعفاء فيمروا في مواكبهم كمرور فرعون وهامان كما لم اسمع ولم ار ولم يدعي احد ان احدكم تبرع بزجاجة من دمه او انفق جزءا يسيرا من ماله لمساعدة عائلة منكوب او مبتلى بمرض عضال او نحو ذلك.

ربما لم يصلكم خطابي هذا لان خطوط هواتفكم النقالة  خارج تغطية شركات هواتفكم التي لن يغني ريعها عنكم دفع زفير جهنم لكنه سيصل حتما الى خلفائكم الذين ستنصبونهم بحصص شوراكم العائلية ومعصومية رجال ومراجع احزابكم الانكفائية .. فان لم يصل فساعلم انكم ماكثون في النار، ولات حين مناص

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1505 الجمعة 03/09/2010)

 

في المثقف اليوم