تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

دونكيشوت في ميشيغان .. الى زعيم الطائي / قاسم ماضي

 "إنني لا أخاف على المجتمع من الغزو العسكري أو الغزو الثقافي بل أخاف عليه من أدعياء الثقافة" وما اكثرهم هنا في منفانا الأمريكي، فالمدعو زعيم الطائي وفي جريدة الصباح اليومية الصادرة يوم الأربعاء 18 من اب والمرقم 2039 يطالعنا بمقال تحت عنوان " ثقافة العراق في ميشيغان " حيث يسوق سلسلة من الإفتراءات والأباطيل ليوحي للقارئ أنه الحريص الأوحد على الثقافة العراقية في ميشيغان باعتباره دون كيشوت عصره وعصر غيره، وأن ما جرى في خطوة إفتتاح المركز العراقي في واشنطن ليس سوى ثمة مهزلة إلتحفت بثوب الثقافة فضلاً عن إتهامه للمتعاطين مع فكرة إطلاق المركز وأقامة أمسية شعرية وفنية في ميشيغان بأنهم " شلة كارتونية " ولاريب أن مقاله إتسم بالإنحدار والامعقول في تصنفيه للمبدعين وبطريقة فجة تكشف عن حقد دفين لأي مشروع يمكن أن يؤسس لقاعدة ثقافية مهجرية ناضجة، ولوجود أجندات سرية معادية للثقافة بجميع الوانها، وأن الساحة الثقافية تعج بالكثير من الهشاشة لوجوده ووجود الكثير من الذين يشبهونه بالطرح باعتبار الأخرين عابرين او طارئين على الثقافة وخير دليل على ذلك هو وزمرته النائية عن التجمع بأنهم لا يحتاجون الى مزيد من المعلومات، باعتبارهم قد شبعوا من كثرة مناهجهم النقدية الحديثة وانجازاتهم القصصية التي أكل الدهر عليها وشرب المنتشرة في الأسواق العربية والعالمية، ويعتقد القاص كاتب المقال بأنه أتى بمالم تأت به الأوائل،ونحن سررنا جدا ً بإفتتاح البيت الثقافي في واشنطن وتقديم نتاجه في ميشيغان مع كوكبة مثقفة من أهالي ميشيغان بالرغم من أن الصورة غير واضحة ومبهمة بسبب أن المشاركين قدموا عطاءهم الفني والادبي دون الإلتفات  إليهم، وحسب قناعتنا أن مشاركتنا هي تشجيع لتأسيس معرفة دقيقة ومنهجية في العلوم الأنسانية المعاصرة، وتشتد حاجتنا الى هكذا فعاليات لكوننا في الخارج لاتوجد لدينا مؤسسات ثقافية تجمع الكوادر الاختصاصية سوى كارتونات حزبية متمثلة بكاتب المقال واعوانه تتخذ من محطة ميشيغان استراحة خدمة لمصالحها الضيقة، ونحن بحاجة ماسة الى تشكيل رؤية منهجية من قبل مجموعة عراقية أبتلت بالمنفى في ميشيغين ليؤسسوا خطابا ً ثقافيا ً معرفيا ً يتقاسمونه على ضوء معطيات الغربة التي أصبحت اليوم وفي ظل الأزمة الراهنة معضلة تنطلق من زفير الشهقات والعذابات التي لازمتهم طوال عقود، وانطلاقا ً من القيم الحضارية وضمن ذائقتهم الشخصية أو الانطباعية وأنفتاحاتهم على معارف جديدة أستندوا اليها إلى منهج ورؤية متطورة أوسع بكثير من ماهية الحدود التي يقفون عليها، ولأاريد لأحد أن يستغرب أن هناك اجيالاً جديدة ترفد المشهد الثقافي العراقي بنتاجات جديدة تحمل قضايا ومضامين ومقاصد اسسها هؤلاء تبعاً لأدب المبدع للون ولجنس محدد من الادب. فالحاجة قائمة لطرح معرفة تجمع الكل وتكون أكثر انضباطا ً ودقة وصلابة في الرؤية .ولقد حرص المركز ومن خلال كادره

  الى تقديم صورة اكثر إشراقا ً للتعبير عن الثقافة العراقية، ثقافة حديثة تحيط به وترفده، وهو في طموحه لايدعي اكثر مما ينبغي له، فهم يقدمون ما يستطيعون من عون الى المختصين وفي كافة المجالات الابداعية دون تعالم أو إدعاء، ولكي تظل الساحة الثقافية في ميشيغين مخلخلة غير قابلة لإعادة البناء على النحو الذي بدا لبعض من توسلوا ذلك التوجه بأن يحافظوا على مصطلح " التفكيك " الذي رفع شعاره مجموعة من أولئك المختصين في مهجرنا هكذا مقالات أصبحت موضة يتوسل بها بعضهم الى منبر التجديد دونما وعي كاف أو أصالة فكرية وكنا نعتقد من كاتب المقال بعدما وجهت له الدعوة  لحضور الأمسية الشعرية ويقدم مادة مفيدة تخدم الثقافة العراقية والمشتغلين فيها لكن يبدو أن الأخير لم يأخذ بعين الإعتبار أن الخطوة كانت فقط تدشين لمرحلة جديدة يمكن لها أن تثمر في ظل وجود مناخ ملائم يساهم هو وغيره من الساعين لتقديم نتاجات ذات قيمة حقيقية، نؤكد له ولغيره أن محاولتنا تتكئ على ماأنجزه الأبداع العراقي والعربي والعالمي وممن سبقنا  على ذلك المنجز ونستضيء به ونسعى للإضافة إليه من خلال الجهد والمثابرة . ونقول له اكترث لكي ترفع سقف الثقافة في منفانا، أكترث لكي تحمي الإبداع الذي سطره السياب، الجواهري، نازك الملائكة، وأنظر الى الامور بأمانة شديدة ايها القاص الذي لازلت تراوح في مكانك، أن تكون عاشقا ً للثقافة معناه أن ترفع رأسك لأا ان تصبح شرطياً ً في مهجرنا وأن تعيش صافي القلب كعازف يعانق آلته . 

 

قاسم ماضي – ديترويت

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1506 السبت 04/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم