أقلام حرة

الفلاح المصرى / خالد الشامى

 على أراضى خصبة وبالتالى عزف الفلاح البسيط هو وأبناؤه عن الزراعة التى لايعرفون عملا غيرها ولجأ ابناء الفلاحين إضطرارا لمهن لاتليق بهم ولابتاريخهم العطائى وكل هذا يرجع لسياسات تدمير الفلاح بقصد اوبدون لكنها فى الواقع عن قصد وقُطع الفلاح من حبل وريده ،فالأرض ليست عرضه فقط وإنما غطاؤه الذى لايُضاهيه غطاء وبدلا من ان تسعى وزارة الزراعة لتوفير تأمين صحى للفلاحين يُحافظ على ماتبقى من صحتهم اوتثقيف دورى للنهوض بالزراعة سعت مؤخرا لتغيير مسماه التاريخى إلى عامل زراعة لكل من يملك ثلاثة أفدنة فأقل وهى الغالبية العظمى من فلاحى مصر وتتغير هويته وبالتالى لن يكون هناك فلاحين إلا ملاك مئات الأفدنة وهم الذين يدفعون أنفسهم للترشح فى الإنتخابات ممثلين عن الفلاحين "رجال الأعمال" وليس عن الكادحين القابعين فى طين الأرض والمشققة أرجلهم وأيديهم من عناء الفلاحة.

إذا كانت الحكومة تسعى لإستيراد فلاحين من الصين فهى لاتُدرك بان الفلاح المصرى من اذكى فلاحى العالم ومن أكثرهم حفاظا على ارضه ويكفى ان عرقه الذى يتصببه يُعد املاح عضوية يُزيد الأرض خصوبة ولاتعرف ايضا ان الفلاح المصرى لايحصل على أجازة ترفيهيه كما هو الحال فى البلاد الأوربية .

ايتها الحكومة وياايها وزير الزراعة اتركوا الفلاح المصرى يزرع ارضه ويرويها بدماؤه الذكية لتعود مصر من جديد لسابق عهدها رائدة فى الزراعة والإكتفاء الذاتى لبعض المحاصيل بدلا من التسول لبلاد مر عليها الزمن فأصبح لها تاريخ.اتركوا الفلاحين يُشكلون نقابتهم المستقلة وإتحادهم المستقل حتى يكون هناك تنظيم فلاحى يُدير شئونهم ولاتخافوا من الفلاحين من تكتلاتهم فهمهم الأول والأخير هو الزراعة والحصاد ،أما إذا وقفتم ضد إرادتهم المنشودة فهى عقبى لانعرف مصيرها

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1509 الثلاثاء 07/09/2010)

 

في المثقف اليوم