أقلام حرة

أحـكمـــوا بالعدل وانتصروا يا سادة .. فقد سأمنا الانتظار..! / جمال الطالقاني

اكثر ما يهمه ان تتفضل حكومة المشاركة الوطنية وبعد تعديل اسمها من - حكومة الوحدة الوطنية-  وحشدها الكبير وتحكم .

تحكم بعدل وتحكم بقوة وحزم ... تحكم لتقضي على الارهاب بأنواعه ليستتب الامن ويعم الاستقرار ... فلا ترحم سارقاً ... ولا تساعد مجرماً ... ولا تسدل ستار عطفها الكريم على راش او مرتش او متجاسر على القانون .

تحكم لتعمر من اجل العراق وشعبه بأخلاص بعد ان دمر كل شيء فيه ...

واكثر مايهم الشعب ايضا ان يقوم الحكم العادل الحازم بعيدا عن الفئوية والانحيازية على العلم والكفاية والاخلاص والوطنية .

 

فقد قرف الشعب من حكم الجهلة والضعفاء ...

وقرف من حكم الوجاهة والوجهاء ...

واصبح يتطلع الى طراز جديد من الحكم والحكام الاصلاء ...

 

فاذا لم يجده في الحكومة الجديدة التي تضم اكبر عدد ممكن من مرشحي زعماء الكتل والاقطاب المشاركة واصحاب الكفاية ...  فيا خيبة الامل !

 

 انني كمواطن  ارجو ان لا تخيب املي ... حكومة من صفوة رجال شعبي او هكذا الاعتقاد  ... بعد ان انتخبتهم الملايين  ... لان الخيبة لابد ان تكون مريرة ...  وقد تكون بداية كارثة وطنية ... لا سامح الله ...  تطيح بالمجلس النيابي الذي اخترق الدستور مرارا وتكرارا ونظامه الديموقراطي في العراق ... حيث يستطيع  الحاكمون ان يجنبوا عراقهم هذه الكارثة اذا استوحـوا ضمائرهــم ووطنيتهم وقرروا ان يحكموا بحزم واخلاص ... واذا صمموا على ان يجعلوا من حكمهم ثورة على الفســـاد ... وثورة على الفوضى والاستهتار والانظمة البالية ... وثورة على اعداء القانون وتجار الطائفية وعملاء الاجنبي .

وبين هؤلاء من الانظمة البالية الذين باعوا انفسهم  للشيطان فاتخذوا من الاجرام  وسيلة للهدم ورش السم الزعاف ...

وبينهم من كان عميلا ل--------  فصار عميلا  لل----  مرورا ب ------ الذي انتهى ... ولم يبق من هؤلاء الا شلة ال -------- وشلة ----------  فانعم واكرم !

 

فهل تحكم حكومة المشاركة الاتية واقطابها بالعدل والنزاهة ؟

وهل تجعل من حكمها ثورة على الدساسين العملاء والفاسدين الذين يسمونها (حكومة طائفية) بقصد فتح الجراح واثارة النعرات الطائفية ؟

هل تتبنى التسمية وتكون حكومة ثورة بحق وحقيق ...  ولكن ضد اعداء العراق واعداء وحدته الوطنية ؟

 

غيروا الصورة وأ نسوا خلافاتكم وتعنتاتكم ايها السادة واثبتوا عدم صحة الرأي السائد بأن الخطر على الحكومة الجديـدة ... هو من الداخل وليس من الخارج .

ثم تفضلوا واحكموا وكونوا في حكمكم اصحاب رسالــة لا اصحاب وجاهة ... وبناة وطن ... لا بناة زعامات خاصة ... ورجال قيادة اصلاح وطنية ... لا رجال استعراضات وضيوف شرف في الحفلات والمؤتمرات والخطابات !

 

ان الشعب يريد منكم ان تحكموا وتثوروا وتكونوا في حكمكم وثورتكم عادلين مصلحين وهو _ اي الشعب _على استعداد لان يؤيدكم كما ايدكم وانتخبكم ويشد ازركم ويصفق لانتصاراتكم على الفساد الذي سرى واستشرى في اجهزة الدولة ... وعلى الرشوة التي ارتفعت عند الكثيرين الى مرتبة الحق الشرعي ...  وعلى الغلاء والفساد  الذي اصبح كفرا لا قبله ولا بعده كفر ...  ثم على الاجرام الذي اصبح مهنة تمارس في جميع المجالات  ...  وخاصة  في حقل الطائفية واثارة النعرات !!

ان مواطنكم مقت وجود بعض تلك الشخصيات التي ارتدت ثوب السياسة وشكلوا جزء من المنظومات الارهابية حيث إستباحوا فيه الحرم وتعدوا فيه على الأعراض والأموال ... بعدما جردوا من انسانيتهم ..!!

احكموا وانتصروا يا سادة ... لان في انتصاركم انتصارا للعراق  والعراق وحده بشعبه ولا غير ...!!!

واتقوا الله في هذا الشعب المسكين وضعوا نصب أعينكم يوم قادم يكون عليكم عبوساً قمطريرا...!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1511 الخميس 09/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم