أقلام حرة

عيد على العراقيين كريم / زيدان حمود

 سلام على الطفولة وأراجيح العيد، وثوب الصبح الذي نحتفظ به جديدا تحت الوسائد ريثما يحل العيد .

سلام على العيد جديدا، مباركا، صافيا، مبتسما، أبيض لا يختلط فيه الأحمر حتى لا يخدش بسمة العراق، ووجه العراق الذي ينتظر الصبح بعد أن غدا ليله طويلا .

سلام على صبح العراق، سلام على الأحبة في المنافي وهم يستذكرون في ملمس النقد المعدني في جيوبهم التي صدئت بفعل البرد والاشتياق إلى (درهم العيد) و (وكليجة العيد) و(الحامض حلو) تمتصه الأفواه الصغيرة المبتسمة وهي تغني للعيد .. سلام على دواليب الهوى، وطرزان، وأفلام المحبة التي ندخلها كل فلمين في تذكرة واحدة .. هل ضاعت تذاكر دخولكم إلى أبواب الحب، وأبواب الذكريات  وأبواب العراق التي أقفلت مغاليقها على العنف واللاجدوى ؟

كيف يكون العيد يعيدا عن العراق؟ هل له طعم الوجوه المصقرة التي ترعبها الأنفجارات؟ أم أن له شكل الدوران في شوارع أنهكتها الزحمة واختلطت فيها الوجوه، حتى ما عاد للذاكرة أن تستعيد في زحمتها وجه العراق ـ وأمهات العراق و (شلونك يمه) أو (هله بيك يا حبيب) أو (عيد المبارك عليك و على  أمة محمد) ..أعاده الله عليكم جميعا باليمن والبركات، أينما كنتم وأينما حللتم عراقيين نجباء، تحملون الكلمة في وجدانكم  والكلمة عراق .

سلام عليكم جميعا وسلام على الكلمة وأصحاب الكلمة .. سلام على القلم ونون وما يسطرون في الاشتياق من عبارات تدون للمحبة، وتغني للنرجس يعطي روحه زكية في الرائحة .

سلام على رائحة العراق وأطفال العراق .

سلام على الجبل، سلام على الشلال، سلام على القصب والبردي وماء الهور، سلام على الجنائن المعلقة والثور المجنج، سلام على زقورة أور، سلام على الجسر المعلق  ونصب الحرية، سلام على جواد سليم وفائق حسن وخالد الرحال .. سلام على بغداد .. وسلام على العراق أينما حل العراق له عطر الاشتياق ورائحة العيد في أسم العراق .

 

Zydan_98@ yahoo.com

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1511 الخميس 09/09/2010)

 

في المثقف اليوم