أقلام حرة

كيف تكون الديمقراطية / مها الخطيب

....وعاشوا وتعايشوا من غير حرب طائفية ولا محاصصة بغيضة ولا تلاعب بألفاظ لغتنا العربية ...ولا البكاء إمام التلفاز على ضحايا الأربعاء والثلاثاء والجمعة الحزينة ......

لم افهم كيف توجد ديمقراطية وهنالك عشرات سجون السرية ؟ أليس المفروض لدينا ميثاق شرف ومعاهدات دولية ...إذن كيف توجد ديمقراطية وحرية..؟ وأنت تخشى الكلام لئلا تحاسب بالمحاكم لتجاوزك على حضرة القائد الهمام أو تطال من نضال احدهم أو أذا كنت صحفي وهذا العن تغتال بعبوة لاصقة او أي طريقة كان...كيف تكون الديمقراطية وراتب البعض تجاوز المائة إلف دولار وموظفي دولتنا يعمل البعض منهم تحت مستوى ال200 دولار...وبلا امتيازات ولا علاوات ولا ترفيعات والاسم  سلم الرواتب او توزيع الدرجات...كيف تكون الديمقراطية ومحافظتي تأن تحت أطنان النفايات والأوساخ ونساءها يعملن في أحواض الملح مقابل ازهد الإثمان ....مدينتي التي أسست العلم والحضارة وأطلقت لدنيا حمورابي ونبوخذنصر وآلاف الأسماء...كيف تكون الديمقراطية ونحن جمدنا الدستور وكتبنا على منزله للبيع وعرضناه في سوق الجمعة وإمام نصب الحرية... ووضعنا أكثر من 50 مادة للصياغة حسب أهوائهم وأمزجتهم ومن يتبعون لبوابات شرقية أم غربية ...كيف تكون الديمقراطية وانأ اسمع مناوشات أسلحتهم الكلامية عن تشكيل حكومة تنال بركة الجيران والأحباب وتوزع الحلوى النفطية على صديق هنا وهناك ...وشعبها يبيع خالص لحمه لسداد أجور مولدة الكهرباء او يغلي قدر طعام أسرته المملوء بالماء بعد أن تبخرت البطاقة التموينية ... لا لشيء ألا لكي تعيش ديمقراطيتهم الجديدة.

أعجبتني طفلة التقيتما في إحدى قرى العراق كانت تحمل بضع تمرات في يدها الغضة الصغيرة جاءتني تركض من بعيد متبرعة بتمراتها القليلة لضحايا العشار وحلبجة والرمادي وبغدادنا الأبية وسألتني وبعينها الجواب... كيف ينام المسئول وإخوتي يقتاتون من أكوام النفايات وإمام الشاشات... كيف ينام المسئول ومعارك طاحنة تندلع كل يوم لا من اجل القتل بل من اجل قالب ثلج أو اسطوانة غاز او حتى لتر كاز والمسئول تنطلق سياراته في كل مكان.. كيف ينام المسئول وحدودنا ترعى بها الذئاب وتغرس أنيابها في ظهر العراقيات لتقطع أوردتها والشريان ....والمسئول يصافح ذئابهم وينادى بحقها بسبب طاغية مات...وبعث راح والمفروض ان نسكت لاننا اقل واصغر من ان نهتف باسم العراق.. كيف ينام المسئول يا سيدي ولصوص مصارفنا أضحوا ابطال تصفق لهم اكف وتنشر عن خوارقهم الجرائد والمجلات... كيف ينام المسئول والعراقية تبيع الفجل وبقايا الخضر لا لشيء الا لتغطي تكاليف حملاتهم الانتخابية وشعاراتهم التي مزقنا لها ثيابنا وخططنا عليها أسمائهم العظيمة والسبب انهم أسسوا لأنفسهم ديمقراطية لن ولن توجد في غير العراق فهل فهمت يا صديقي كيف تكون ديمقراطية العراق.

 

مها الخطيب

[email protected]

009647705183978

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1512 الجمعة 10/09/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم