أقلام حرة

عيدان الثقاب هل ستعطل الاستجوابات؟

هذا الاستجواب او الملحمة مثل منعطفا مهما في تاريخ ما بعد الاحتلال وافرز لدينا واقعا جديدا ساعد الكثيرين في نقد وكشف الفاسدين والمفسدين من المسوؤلين ومن عدة جوانب ومحاور :

1- المواطن

2- النائب

3- الاحزاب والكتل

 

فالمواطن ينتظر اخذ الثأر ممن انتخبهم وخُدع بهم  فعمل على رفد المؤسسات المعنية  بالنزاهة بما يمتلك من معلومات حصل عليها وتجرء لاخذها من دائرته بحكم عمله كموظف هنا او هناك وهذا مانراه واضحا في الكم الهائل من المعلومات التي يمتلكها طالبي الاستجواب واغلبها من مصادر حية اطمأنت  الى ان هناك من يفعل هذه المعلومات فسعت الى تحصيلها وارسالها الى الشخص المعني.

والنائب لم يعد مطلوبا منه الا ممارسة دوره الرقابي بصورة لاتأخذه في الله لومة لائم ولو على حساب حزبه وهذا ما نراه واضحا في نواب كتلة الفضيلة اصحاب السبق في تفعيل الاستجواب حتى انهم طالبوا بفتح كافة الملفات بما فيها الاتهام الاعلامي الشهير لهم بتهريب النفط فطلبوا استجواب السيد وزير النفط كي توضع النقاط على  الحروف وليحترق من يحترق سواء أكان من احزاب السلطة أم من الفضيلة ولا زلنا ننتظر هذه الملحمة وقد اعلن هذا الامر النائب عن حزب الفضيلة ومقرر لجنة النفط والغاز في البرلمان جابر خليفة.

ولا ننسى نوابا اخرين ساهموا في تفعيل هذا الامر كالنائبة الموسوي التي لوحدها تقوم بصولة حقيقية على الفساد لا مجرد كلام تبجح به بعضهم فاشارت الى ملفات عديدة اهمها ملف الفساد في امانة مجلس الوزراء  .

ونوابا اخرين حاولوا المشاركة اما لاستلهامهم الشجاعة من زملائهم او لان بعضهم يحب ان يكون على واجهة الاحداث اعلاميا او لكسب ود الشعب فنرى مؤخرا النائب وائل عبداللطيف ومثال الالوسي قد ادليا بدلوهما اعلاميا .

واما الاحزاب والكتل فقد ذهب اليوم الذي كانت تخشى التهديد فيه فاستمرت على نهجها الحاد في نقد الحكومة والوزراء رغم الوعيد بمحاسبتهم او فتح ملفات ما كما صرح السيد رئيس الوزراء مؤخرا مهددا الكتل والاحزاب .

ولا زلنا ننتظر مزيدا من الاستجوابات فالقائمة طويلة تحتاج الى وقفة شجاعة من النواب وبذل مزيد جهد في استنقاذ هذا الحق الذي غيب بفعل فاعل ، ولا مكان للتراجع بعد ان اخذ الاستجواب صدى ومقبولية في الشارع العراقي والاعلام الحقيقي واصاب المفسدين واذنابهم بوجع لم يتوقعوه ولن نتنفعهم تهديداتهم المخزية فوزير النفط يهدد بفتح ملفات فساد لا اعرف لم سكت عليها ان كانت موجودة وهل جريمة السكوت عن الفساد تقل جرما وخطورة عن الفساد نفسه؟

واين كنت قبل اليوم ياسيادة الوزير؟

هل لانهم سيستجوبونك ويسالونك وينكشف المستور امام الراي العام؟

ثم ان الحكومة الموقرة تهدد بمقاضاة النائب الساعدي لجريمة فضحه رمزا من رموز الفساد ولمنعه من الهرب وتدعي انه اعاد طائرته دون مسوغ قانوني لديه.

فهل منع مفسد صدرت بحقه مذكرة قضائية من الهرب جزاؤها هكذا .

وختامها ليس مسك يخص رئيس الوزراء فقد هدد بفتح ملفات فيما لو استمر الاستجواب للوزراء وهذا الاغرب في كل ما قلناه فهل كان السيد رئيس الوزراء يعمل بمبدء (طمطملي وطمطملك) وانتظر الى هذا اليوم كي يظهر اوراقه .

وهل الى هذه الدرجة ازعجه فضح المفسدين من وزرائه وهو صاحب مقولة الصولة على الفساد ؟

ان الخبر الذي نقله النائب عثمان عن المالكي مثار دهشة خاصة وان الخبر لم يكذب او ينفى بل العكس فقد تحدث به بعض من حضر الاجتماع – رئيس الوزراء مع رؤساء الكتل –

اقول عليكم بطلب الاستجواب قبل ان تطال الحرائق كل مكان فتختفي الوثائق او لنسرع في الحصول على جميع وثائق الوزارات وخاصة المتعلقة بالعقود قبل ان تطالها عيدان ثقاب المفسدين .

ولا تنتظروا من الحكومة تحقيقا فغاية ماستقدم عليه تشكيل لجنة وما اكثر ما تم تشكيله ولم نسمع بنتائجها وقد قيل اذا اردت تسويف امر ما فشكل لجنة ....

 فهل سيستمر الاستجواب ام سيعطل بفضل تهديدات الحكومة ومعوقات العطية خالد وعيدان الثقاب الغير بريئة ؟

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1086  الاثنين 22/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم