أقلام حرة

آفة الامية من جديد / فاطمة العراقية

هذا ماسمعته من مصدر اذاعي . يقول. ان هذا اخر تقرير قدم من قبل منظمة دولية تعنى بشؤون وحقوق الانسان العراقي.

 

اقول كيف لا. واغلب الفتية والصبيان يتوزعون . وينتشرون في شوارع بغداد. وحتى بين اكوام النفايات التي ترمى من المنازل والمحلات التجارية

بحثا عن العلب الفارغة. اما الاطفال فحدث ولاحرج.

صدقوني اخر يوم العيد. وهو العيد يعني من المفترض بالطفل ان يعيد حاله حال الذين يعيدون. بطقس ديني اسلامي .

رايت بام عيني طفلة. بعمر سبع سنوات. تتوسل كي يشترى منها (علج ابو السهم)وهذا اسمه الشائع بين اوساطنا نحن العراقيين. وصبية. منهم من يحمل قناني الماء . ومنهم من يحمل علب الكلينكس. الى اخره من اشياء ممكن بيعها في شارات المرور او بين المارة . قد يجلب لهم (مصرف اليوم).

قد يقول البعض اننا. كتبنا كثيرا . ومججننا حتى التكرار. في سلبيات الدولة. ومسؤوليها ،،لكن اتساءل. كيف لايندى جبين المسؤول حين يمر ويرى وطبعا من وراء ستائره المظللة في السفينة التي تقله . (موديل سيارة جديدة يسموها سفينة ؟؟!!)واعتقد يقول في نفسه (شوفوني الان اني صرت بالدولة واحكم وترة هم كنت مثلكم) ،قاصدة هذا الكلام . لان في مثل يقول (خذ الخير من بطون شبعت ثم جاعت ولاتاخذه من بطون جاعت ثم شبعت)

لان الاخيرة لاتعرف الاكتفاء ابدا مهما تلتهم . واعتقد هو(للامام علي بن ابي طالب ع)

اعود واقول التقرير يتكلم عن ارض الحضارات . والقلم . والنون . وقوانين حمورابي

ومدرسته الفذة في تاريخ البشرية.

اذن كيف لايذهب الطفل. او الصبي واقصدها من كلا الجنسين. الى البحث عن لقمة العيش. وسط صخب الشارع العراقي المهدد في كل لحظة بالموت والتفجير. وهناك امه التي تنتظر من يعيلها. واقول جازمة ان هؤلاء المشردين . كل واحد منهم يحمل قصة تقطع القلب. فنحن والحمد لله ضحايا

حكومات لاتعرف الله ولاالضمير. واكيد ان معيلهم. اما قتل في عبوة . او اغتيل لاسباب (المذهب) او هاجر رافضا واقع لايتحمله.

لاتستغربوا. هناك من تخلى عن المسؤولية تماما وغادر دون رجعة . والكثير من الامثلة لامجال لذكرها.

 

قبل فترة قصيرة ظهرت لقطة من على شاشات احدى الفضائيات وهي تتجول بين طوابير ممن ينتظرون الراتب من الرعاية الاجتماعية . سالها المصور او مندوب الفضائية عن رقم الراتب. الذي تستلمه. فاانبرت سيدة قائلة . (كل ثلاثة اشهر يعطونا 150 الف دينار اريد اسال الوزير واكوله خذهن وعيش بيهن ثلاثة اشهر وتضيف مع القسم ان 50 منهن يذهب لشراء دوائها) طيب مثل هذه ترسل ابنها الى المدرسة ام ترسله يبيع اي شيء في الشارع كي تسد ماينقصهم ولو كان قليل.

اقول قولي هذا واستغفر الله من البلاء الذي كتب علينا والسلام عليك .

 

ملاحظة هناك من يرصد ميزانية ليقيم مؤتمر قمة عربي ..

(هاي مثل ال يقول شبعنا وصرنا نوزع للجيران عمي دشبعوا شعبكم)

اعذروني لان البلوى كبيرة ..

 

فاطمة العراقية

وللابد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1525 الخميس 23/09/2010)

 

في المثقف اليوم