أقلام حرة
السياسيون الأبطال / ماجد مطرود
../ السياسيون العراقيون تراجيديون يتابعون التصاعد الدراماتيكي للعائلة العراقية / حيث ينظرون الى الحزن بعدسة مكبِّرة جدا لدرجة فيها يرون بكاء الرضيع يشبه بكاء عاشوراء، لذلك تراهم يلطمون بالليل والنهار تضامناً مع البكاء العام للسكان / السياسيون العراقيون حريصون جدا على الفقراء والمساكين والمهجّرين وحتى المتجاوزين، حيث يسترقون السمع في الضجيج والهدوء الى حركة الغيوم ليعرفوا متى يجيء المطر، ليسلّكوا المآزيب ويتابعوا خريرها كي يطمئنوا للسقوف العالية والواطئة بعدم التنقيط فوق رؤوس المتعفّفين من الناس،انهم عظماء، كل يوم يدخلون في الانابيب الضيقة والأنابيب العريضة ليسقوا الخدجَ من طيور الله بعضاً من ماء الحياة، وفي كل لحظة يتحولون الى إليكترونات موجبة واخرى سالبة من اجل ضخّ البيوت والشوارع بطاقة ٍكهربائية هائلة،صافية،خالية من كل تشويش وارتباك، تكفي فدراليات الوطن العزيز كلها / السياسيون العراقيون واضحون جدا لذلك يغزون القنوات الفضائية في بثها القصير والطويل من اجل ايصال اشعاعهم الفكري الى كلِّ خليةٍ مظلمة ٍمن خلايا الشعب العراقي الذي يحتاج وللاسف الشديد حسب تقديرهم الى ملايين السنين الضوئية لكي يفهم معنى الديمقراطية / السياسيون العراقيون منسجمون ومتناغمون لدرجةٍ انهم يتبادلون البدلات الانيقة والسراويل الداخلية فيما بينهم،لا يترددون في اخذ دوشا ساخنا معا، ليحكّ بعضهم جلدَ بعض ٍ بل لا يترددون في تبادل الحسابات المصرفية أو في تبادل قصورهم المتجاورة وصالاتهم اللصيقة أو غرف نومهم المتداخلة ولا حتى يترددون في التبادل بزوووووو... السياسيون العراقيون متفقون على الربح والخسارة، متفقون على دربونة التبعية لا نقول العمالة لانها اصبحت من المفردات الساذجة، متفقون على ضحكة واحدة واسنان واحدة، متفقون على ان اليد الواحدة لها خمسة اصابع فقط، متفقون على ان الخمرَ (كثيرهُ مسكرٌ وقليلهُ حرام) .. متفقون على كتاب الله وسنّته بل متفقون حتى على الكفر والالحاد / السياسيون العراقيون أبطال حقيقيون تمكنوا من تشكيل الحكومة في لحظاتٍ فقط، طبقوا برامجها الانتخابية في لحظات لا غير، ثمّ تمكنوا من تحقيق الامن والاستقرار في لحظات، وتوفير ملايين فرص العمل في لحظات، وبنوا العراق الجديد الديمقراطي الاتحادي القوي المزدهر في لحظات .. لله دركم ايها الابطال، ايها المناضلون الذين دفعوا ويدفعون اعمارهم خدمة للعراق ..سيروا وعين الله ترعاكم في النوم والصحو في الحلم وفي الواقع، أيها الدينيون واللادينيون أيها القوميون واللاقوميون أيها الفيدراليون واللافيدراليون سيروا سيروا حتى يسقط الشعب العراقي في هاوية ليس لها قرار حينها تأكدوا ستكونون انتم وحدكم في مزبلة ليس لها قرار .
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1526 الجمعة 24/09/2010)