أقلام حرة

رسالة إلى امرأة الصالحية / زينب الربيعي

 إلى المرأة التي صرخت واستنجدت عبر التلفزيون وبكت كي تهز الضمير (الخادر)، وطالبت دول الجوار أن يقبلوها للعيش في ديارهم بعد طردها من سكنها أكتب أليها رسالتي علها تعلم أن هناك من أحس بها :

اصرخي يا أختاه وأنا قبلك ِ صرخت حين فضّتْ مدافع ُ المحتل بكارة َ أم قصر ... ليس هناك معتصماه، بل فاسدون يعبدون المالَ والجاه، نسوا الضمير والإسلام والله .

سكن َ الرجال ُ في بيوتهم يتابعون نشراتِ الأخبار، فوجهك ِ أوضح على التلفاز يثيرهم ويعريهم ... ابكي يا أختي واصرخي وتكلمي واطلبي أن تهربي من وطن ٍ لفظنا ...أهلهُ أذلوه فأذلنا ، هل العيب ُ فيه ِ أم فينا ؟ وهل هناك مقاس ٌ للشعوب والأوطان فاختلف مقاسنا مع وطننا ؟

تستجدين َ مَن يُنقذكِ مِن فقركِ، جوعك ِ ... هوانِكِ... وعجزِكِ من عيشِك ِ واستنزاف ِ كرامتِك ِ، مِن شيء ٍ يُشبهك ِ مازال يوجعكِ.  اصرخي برجلٍ ذهب للصلاة ونسي القبلة َ بأي اتجاه، برجلٍ أقفل بدل َالبابِ ألف َ باب، وآخرها باب َ قلبه لم يُفتح ، نسي َ تسلسلَ الأرقام .  اصرخي برجل يشرب ُ الخمرَ كي ينسى كم كأسا احتسى، يتسكع ُ في دروب ِ بغداد بعد حضر التجوال، فليل ُ بغداد للثملين والسارقين، حتى كهرمانة لم يكفِها زيت ُ الحصة ِ التموينية لتسكبَهُ على أكثر من ألف ٍ وألف ٍ ويزيدُ من (الحرامية) .

بل لا تصرخي، وقفي في طوابير الأمم المتحدة وارحلي إلى بلاد ما بعد البحار والمحيطات ، وإن تذكرت ِ هناك وطن الغربة أكتبي مذكرة ً وارمها بباب الأمم المتحدة ، قولي فيها : كان هناك عراق ٌ اسمه وطن . سيمنحونك ِ دارا وألعابا للأطفال وراتبا وجوازا عليه اسم وطن جاهز ... ارحلي وخذي أبناءك : محمد وعمر وعلي قبل أن يُذبحوا ، غيري أسماءَهم إلى ... مايكل وبيير وأيلي فلن يحزنوا .....

ارحلي يا أم محمد ولن تحزني ....

  

 ......................

* كاتبة مستقلة اقيم خارج العراق .. لست مراسلة ولا اعمل لصالح اية جهة صحفية

سأدون هذه المعلومة دائما ردا على بعض التساؤلات لتشابه اسمي مع اخريات .

 [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1528 الاثنين 27/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم